الدبيبة: «عهد جديد لحضور ليبيا الخارجي بعد طيّ صفحة الصراع»
بعد سنوات أثقلت فيها الصراعات كاهل «ليبيا»، وأبقتها في قلب العاصفة الإقليمية والدولية، يُعلن رئيس حكومة الوحدة، «عبدالحميد الدبيبة»، أن البلاد تدخل اليوم عهدًا خارجيًا جديدًا، تُعيد فيه تموضعها بثقة، وتستعيد دورها الفاعل على الخارطة السياسية للعالم.
تعزيز الحضور الخارجي الليبي
وفي التفاصيل، أكّد عبد الحميد الدبيبة، أن الملتقى الأول لرؤساء البعثات الدبلوماسية الليبية خطوة استراتيجية لترسيخ تنسيق مؤسسات الدولة في الداخل والخارج، وتعزيز حضور ليبيا الدولي.
وأوضح «الدبيبة»، أن الحكومة تبنت سياسة خارجية مُتوازنة تقوم على الانفتاح المتكافئ وبناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة، ما أسهم في انتقال «ليبيا» من ساحة صراع إلى دولة تتمتع بعلاقات مُتوازنة وندية مع مختلف القوى الدولية، مُشيرًا إلى أن هذه السياسة ساهمت في اتساع حضور البعثات الدبلوماسية العاملة في ليبيا وعودة عدد من البعثات والمنظمات الدولية لممارسة أعمالها من داخل البلاد، فضلاً عن تحسن حركة الطيران وفتح التأشيرات بما أعاد ربط ليبيا بمحيطها الإقليمي والدولي.
نجاحات في السياسة الخارجية
استعرض «الدبيبة» أبرز الإنجازات الدبلوماسية، بما في ذلك استرجاع أكثر من (20) قطعة أثرية مُهربة، واستضافة فعاليات دولية بارزة مثل «مؤتمر استقرار ليبيا، والمنتدى المتوسطي للهجرة، والاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب»، إضافة إلى «تولي ليبيا رئاسة المجموعة العربية في الأمم المتحدة، ودعم المسارات السياسية في تشاد والسودان، واستضافة مقر مصرف الاستثمار الأفريقي، والمساهمة في حصول الاتحاد الأفريقي على عضوية مجموعة العشرين».
وفي الجانب الإنساني، لفت «الدبيبة» إلى جهود الدولة في إعادة (38) مواطنًا موقوفًا بالخارج، ورفع التحفظات الأمنية عن (936) مواطنًا، مُعتبرًا أن هذه الخطوات عززت ثقة المواطنين في رعاية الدولة لهم داخل الوطن وخارجه.
خطة تطوير الدبلوماسية الليبية
كشف «الدبيبة» عن إطلاق خطة شاملة لإعادة تنظيم البعثات الليبية في الخارج، وترشيد الإنفاق، ورفع كفاءة الأداء، مع تكليف القائم على تسيير ديوان وزارة الخارجية بتقديم إحاطات منتظمة وشفافة حول النتائج الفعلية لهذه الخطة. كما أعلن عن برنامج جديد للاتصال الخارجي يعتمد على الدبلوماسية الثقافية وأدوات القوة الناعمة، لتمكين السفارات الليبية من التعريف بالثقافة الليبية وبناء جسور التعاون الدولي، مُشيرًا إلى افتتاح «المتحف الوطني الليبي» كإحدى أبرز محطات هذا التوجه.
واختتم عبد الحميد الدبيبة كلمته بالتأكيد على أن السفراء هم الواجهة الأولى لليبيا وصورتها أمام العالم، مُؤكّدًا أن الملتقى سيُصبح تقليدًا سنويًا يُعزز التنسيق بين الداخل والخارج ويُوحّد رسائل الدولة نحو مستقبل مُزدهر.
البعثة الأممية تقترح حكومة جديدة في ليبيا.. و«الدبيبة» يُعلّق
من جهة أخرى، أثار مقترح «البعثة الأممية» بتشكيل حكومة جديدة جدلًا واسعًا في «الأوساط الليبية»، بين من يراه مخرجًا من الأزمة المُمتدة، ومن يعتبره تدخلًا في الشأن السيادي. في هذا السياق، جاء تعليق رئيس حكومة الوحدة الوطنية، «عبد الحميد الدبيبة»، ليعكس تشكيكًا ضمنيًا في نوايا المبادرة، وتمسكًا بشرعية قائمة رغم الخلاف حولها.
الدبيبة يتمسك بالانتخابات المباشرة
وفي هذا الصدد، أبدى عبد الحميد الدبيبة، موقفه الرسمي الأول تجاه اقتراح البعثة الأممية في ليبيا بشأن تشكيل حكومة جديدة وتعديل القوانين الانتخابية، مُؤكدًا رفضه استمرار المراحل الانتقالية دون إجراء انتخابات رئاسية مباشرة.
وقال الدبيبة في تصريحه: «القوانين الانتخابية كانت وما زالت العائق الأساسي أمام إجراء الانتخابات منذ 2021، وإحاطة المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن اليوم أكدت ما قلناه، مما يجعل معالجة هذه النقطة أولوية أساسية ضمن خارطة الطريق الجديدة».
الرهان على وعي الليبيين
وأضاف أن أي خارطة طريق تدفع نحو الانتخابات وتوحيد جميع المؤسسات تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه شدد على أن الرهان الحقيقي يبقى على وعي وإرادة الشعب الليبي، مُؤكدًا ضرورة استعلام وطني شامل يضمن مشاركة كل المواطنين في الانتخابات وتحديد الأولويات التي تقود إلى استحقاق حقيقي يعكس إرادة الشعب.
وشدد الدبيبة على موقف حكومته الثابت: الذهاب المباشر للانتخابات على أساس قوانين قابلة للتنفيذ هو الحل الوحيد لإنهاء الانقسام السياسي وتحقيق إرادة الليبيين. وأوضح أن إنهاء الأجسام الموازية مرحب به، لكن لا ينبغي أن يكون ذريعة لتأجيل الانتخابات.
واختتم الدبيبة تصريحه بالتأكيد على دور مجلس الأمن والمجتمع الدولي في دعم العملية الانتخابية ومحاسبة من يعرقلها، لضمان انتخاب حكومة تمثل الشعب وتحقق دولة موحدة ومستقرة.
الدبيبة: «ليبيا تترك خلفها عهد الميليشيات وتتقدم نحو جيش مُوحد قوي»
من ناحية أخرى، وفي وقت سابق، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، «عبد الحميد الدبيبة»، أن بلاده تسير بثبات نحو تأسيس جيش مُوحد يضمن الأمن والاستقرار، مُنوهًا إلى أن زمن «الميليشيات» قد انتهى.