تحركات دبلوماسية جديدة.. ويتكوف وكوشنر في موسكو اليوم
في وقتٍ تتردد فيه أصداء المدافع على جبهات «أوكرانيا»، وتتعقّد مسارات الحلّ السياسي يومًا بعد يوم، يصل المبعوث الأمريكي «ستيف ويتكوف»، و«جاريد كوشنر» صهر الرئيس «دونالد ترامب»، إلى العاصمة الروسية «موسكو» اليوم، مُحمّلين بملف الحرب الأكثر اشتعالًا في أوروبا، بحثًا عن مخرج يُنهي نزيفًا طال أمده، ويفتح بابًا لسلام ما زال بعيد المنال.
مفاوضات في موسكو
وفي التفاصيل، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بأن ويتكوف وكوشنر سافرا إلى «روسيا»، اليوم الإثنين، لمواصلة المحادثات مع موسكو.
يأتي ذلك، بعد اجتماع عقده وزير الخارجية «ماركو روبيو»، وويتكوف وكوشنر، مع نظرائهم الأوكرانيين لأكثر من أربع ساعات. وقال «روبيو» إنهم أحرزوا تقدمًا، مُضيفًا أن المفاوضات «مُعقّدة».
وتناولت المحادثات الجداول الزمنية المُحتملة لإجراء انتخابات جديدة في أوكرانيا، واحتمال تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا، وفقًا لمسؤول أمريكي رفيع المستوى. ولا تزال قضايا حاسمة أخرى عالقة، بما في ذلك طبيعة الضمانات الأمنية الأمريكية والغربية لأوكرانيا، ومسألة الأراضي.
تسوية عادلة مطلوبة
وصرّح روبيو بعد الاجتماع: «لا نُريد إنهاء الحرب فحسب، بل نُريد أيضًا مساعدة أوكرانيا على أن تكون آمنة إلى الأبد». هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. هذا أمر دقيق ومُعقّد، وهناك العديد من العناصر المتحركة، ومن الواضح أن هناك طرفًا آخر مُشاركًا هنا يجب أن يكون جزءًا من المُعادلة.
وكان الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أفاد، يوم الأحد، بأن «ويتكوف» سيلتقي على الأرجح بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في وقت ما من الأسبوع المُقبل.
موسكو تستعد للمفاوضات
وفي هذا الصدد، أعلن المتحدث باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، أن الرئيس بوتين سيجتمع مع المفاوضين الأمريكيين الذين سيصلون إلى موسكو خلال النصف الأول من الأسبوع المُقبل.
وأكّد المتحدث باسم الكرملين أن المفاوضات الجارية حول التسوية الأوكرانية تقتصر على الجانبين الروسي والأمريكي، واستبعد «بيسكوف» أي دور لأوروبا في طاولة المفاوضات في هذه المرحلة، مُعتبرًا أن قرارات البرلمان الأوروبي حول ضرورة إشراك أوروبا «لا يُمكن أخذها في الاعتبار الآن».
زيلينسكي: «أيام معدودة قد تُحدد مصير النزاع في ظلّ خيارات صعبة»
من ناحية أخرى، بين ضغوطٍ تتصاعد وخياراتٍ تتضاءل، يجد زعيم نظام كييف، «فلاديمير زيلينسكي»، نفسه أمام لحظات قد تُعيد رسم خريطة الصراع. فالأيام المُقبلة، كما وصفها، رُبما تحمل القرار «الأصعب» في مسار الحرب، بينما تتجه الأنظار لمعرفة ما إذا كانت النهاية تقترب أم أن فصولًا جديدة تنتظر الانفجار.
وفي التفاصيل، أعلن «زيلينسكي»، اليوم الأحد، أن الخطوات اللازمة لإنهاء النزاع الدائر في البلاد قد يتم تحديدها خلال الأيام القليلة المُقبلة، في إشارة إلى «تطورات مُحتملة في المسار التفاوضي».
مفاوضات تحت الضغط
وكتب زيلينسكي في قناته على «تليجرام»: «يُظهر الجانب الأمريكي نهجًا بناءً، وقد يكون من المُمكن في الأيام القليلة المُقبلة تحديد الخطوات»، مُشيرًا في هذا السياق إلى أن «الوفد الأوكراني لديه التوجيهات اللازمة» للمُضي قُدمًا في هذه المفاوضات.
جاء هذا الإعلان في أعقاب التصريحات المُثيرة للجدل التي أدلى بها سفير أوكرانيا في بريطانيا والقائد السابق للقوات المسلحة الأوكرانية «فاليري زالوجني»، والذي صرّح بأنه «يتعين على كييف إبرام سلام بدون انتصار كامل»، مما يعكس توجهًا واقعيًا يتعارض مع الخطاب الرسمي السابق.
مأزق تفاوضي خطير
وفي تحليل للوضع الحالي، شددت شبكة «CNN» الإخبارية، على أن زيلينسكي يُواجه «خيارًا رهيبًا» بين قبول صفقة غير مثالية (غير مُرضية له) أو عدم التوصل إلى أي اتفاق على الإطلاق، وذلك في ظلّ الظروف العسكرية والسياسية المُعقّدة التي تمرّ بها أوكرانيا.
«زيلينسكي» يقترب من واشنطن.. ولقاء حاسم مع «ترامب» يلوح في الأفق
من جهة أخرى، في مشهد دبلوماسي تتسارع فيه الخُطى وتتشابك فيه الحسابات، تقترب «أوكرانيا» من لحظة فاصلة قد تُعيد رسم خريطة الحرب. وبينما يُواصل الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» دفع مبادرته للسلام إلى الأمام، يلوح في الأفق لقاء «حاسم» مع زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، قد يُشكّل نقطة التحوّل التي طال انتظارها.