بعد استهدافه في الضاحية الجنوبية.. من هو قيادي حزب الله هيثم طبطبائي؟
شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية استهدفت القيادي البارز في حزب الله اللبناني هيثم طبطبائي، المعروف بلقب "أبو علي"، والذي يُعد من أبرز القادة العسكريين في الحزب بعد الأمين العام نعيم قاسم.
تأتي هذه الغارة ضمن سلسلة عمليات إسرائيلية ضد قيادات حزب الله، فيما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه "الرجل الثاني" في التنظيم.
من هو هيثم طبطبائي؟

وتشير المعلومات الأولية إلى أن هيثم طبطبائي يشغل منصبًا قياديًا عسكريًا متقدمًا في حزب الله، وقد تولى مسؤوليات مهمة في سوريا واليمن، حيث قاد وحدات النخبة التابعة للحزب وشارك في تعزيز قدراتها العسكرية.
طبطبائي يعتبر شخصية محورية في التنظيم، وقد أشارت التقارير الإسرائيلية إلى مشاركته العام الماضي مع القيادي محمد حيدر في إعادة تأهيل وتطوير قدرات الحزب العسكرية.
يذكر أن طبطبائي من أصول مختلطة، حيث والده إيراني ووالدته لبنانية، ويقيم في لبنان منذ سنوات طويلة.
كما أنه كان القائد السابق لوحدة "الرضوان" الخاصة، المشاركة في العمليات العسكرية خارج لبنان، ما أكسبه خبرة واسعة في التخطيط العسكري والتنفيذ الميداني.
ويأتي طبطبائي ضمن قائمة المطلوبين للولايات المتحدة، حيث أعلنت واشنطن عن مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى اعتقاله أو التعرف على مكانه.
تفاصيل الغارة الإسرائيلية
ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، فقد نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي الغارة على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفًا طبطبائي مباشرة. وتعد هذه الغارة الثالثة التي تستهدف مواقع طبطبائي خلال الفترة الأخيرة، في محاولة للحد من قدراته العسكرية وإضعاف شبكة قيادات حزب الله داخل لبنان وخارجها.
ولم تُعلن المصادر اللبنانية الرسمية حتى الآن عن عدد القتلى بشكل دقيق، لكن التقارير الأولية أفادت بسقوط 5 قتلى بينهم ما وصفته بعض وسائل الإعلام بـ "رئيس أركان" الحزب، في حين لا تزال المعلومات حول إصابات أخرى والتحقيق في ملابسات الغارة جارية.
الغارة الإسرائيلية تأتي في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، حيث تواصل إسرائيل شن عمليات استهداف قيادات وعناصر بارزة في الحزب، في محاولة للحد من قدراته العسكرية التي تعتبر تهديدًا على الأمن الإسرائيلي.
كما تأتي هذه الغارات في سياق متصل بالتطورات في سوريا واليمن، حيث شارك طبطبائي ووحدات خاصة من الحزب في عمليات دعم حلفاء إيران والتوسع في القدرات العسكرية الإقليمية.
ويُخشى أن تؤدي هذه الغارات إلى تصعيد جديد في المنطقة، مع احتمال ردود فعل من قبل الحزب اللبناني ضد الأهداف الإسرائيلية، ما قد يزيد من حدة التوتر في لبنان وجواره، ويشكل تحديًا دبلوماسيًا وأمنيًا لكل من إسرائيل ولبنان.
وسائل الإعلام الإسرائيلية وصفت طبطبائي بأنه "العقل المدبر" للعمليات العسكرية في الحزب، وأن استهدافه يمثل ضربة كبيرة للقدرات العملياتية للحزب.
بينما لم تصدر ردود فعل رسمية من حزب الله حتى اللحظة، لكن المراقبين يتوقعون أن يكون هناك تحرك سياسي وعسكري سريع للحفاظ على التوازن الداخلي في الضاحية الجنوبية ومناطق نفوذ الحزب.
وتظل قضية استهداف القيادات العسكرية في حزب الله، وعلى رأسها هيثم طبطبائي، واحدة من أبرز نقاط التوتر في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع المصالح الإسرائيلية مع الدور الإقليمي للحزب اللبناني.
الغارة الأخيرة في الضاحية الجنوبية تضع المنطقة على صفيح ساخن، مع متابعة دقيقة من جميع الأطراف المعنية للتطورات، وسط مخاوف من تداعيات قد تؤثر على الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان والمنطقة بأكملها.