مندوبية فلسطين بالجامعة العربية تشدد على البدء الفوري لتدفق المساعدات لإعمار غزة
عقدت جامعة الدول العربية اليوم اجتماعًا خُصص لإطلاع الدول الأعضاء على الاستعدادات الجارية لمؤتمر إعادة إعمار غزة، حيث قدم منسق الأمم المتحدة للمؤتمر د. عبد الله الدردري عرضًا حول الترتيبات الأممية ذات الصلة.
وخلال الاجتماع، استعرض المستشار أول تامر الطيب من المندوبية الدائمة لدولة فلسطين جهود الحكومة الفلسطينية لتجسيد مؤسسات دولة فلسطين ووحدة أراضيها في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وأعرب المستشار الطيب عن تقدير فلسطين للدور الذي تضطلع به الأمم المتحدة ووكالاتها، وعلى رأسها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار، مؤكدًا ضرورة البدء الفوري بتدفق المساعدات الإنسانية لوقف التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية الناتجة عن جرائم العدوان الإسرائيلي المستمرة على قطاع غزة.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني دفع ثمنًا باهظًا من القتل والتهجير طوال العامين الماضيين، ما يستدعي مضاعفة العمل خلال الفترة المقبلة لدعم خطة الإغاثة والتعافي المبكر التي أعلنتها الحكومة الفلسطينية، إضافة إلى تنفيذ الخطة العربية الإسلامية، مع تمكين الحكومة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها على الأرض وبدء مشاريع إعادة تأهيل البنية التحتية ومرافق الخدمات الأساسية.

كما حذر الطيب من الكارثة الإنسانية التي يواجهها النازحون في غزة جراء الظروف الجوية القاسية، بعد أن أغرقت الأمطار خيامهم المتهالكة، وسط منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الخيام ومواد الإغاثة الأساسية ومواد البناء اللازمة لتدعيم أماكن الإيواء، رغم تدمير جيشه ما يقرب من 85% من مباني القطاع، في انتهاك صارخ لاتفاق شرم الشيخ الذي نص على وقف الحرب وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
وفي لحظة فارقة تتقاطع فيها الجغرافيا بالسياسة ويعلو فيها صوت «الدبلوماسية» فوق ضجيج الميدان، وجدت «غزة» نفسها مُجددًا في قلب مواجهة دولية جديدة لا تقلّ حدّة عن دخان الحرب الذي لم يختفِ بعد. فقرار «مجلس الأمن الدولي» الأخير، القائم على خطة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، لم يُهدّئ الساحة بقدر ما كشف عُمق «الانقسام» داخل المجتمع الدولي. فبينما سارعت «واشنطن» إلى الترحيب واعتبار القرار خطوة نحو «السلام المأمول»، وقفت «موسكو وبكين» على الضفة الأخرى، تُسجّلان تشكيكًا واضحًا في جدواه ومآلاته، لتتصدّر غزة المشهد مرة أخرى، كقضية لا تجد إجماعًا حتى أمام أعلى مرجعيات العالم.