إغاثة غزة: القطاع الصحي ينهار وسط كارثة إنسانية متواصلة
أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، أن الوضع الإنساني والصحي في غزة بلغ مرحلة «مأساوية حقيقية»، مشددًا على أن الأزمة لا تزال تتفاقم يومًا بعد يوم مع غياب أي بوادر انفراجة على المستوى الطبي أو الإنساني. وجاءت تصريحاته في حديث لقناة «إكسترا نيوز» اليوم الاثنين، حيث أوضح أن الظروف القاسية التي يعيشها السكان تتخطى حدود الاحتمال، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء وما يحمله من مخاطر إضافية على حياة المدنيين.
الأمطار تدمر الخيام وتزيد معاناة النازحين
وقال زقوت إن الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية أدت إلى تدمير عدد كبير من الخيام التي تؤوي آلاف العائلات النازحة، تاركة الكثير من الأسر بلا مأوى في ظل البرد القارس ونقص وسائل التدفئة.
وأكد أن النقاط الطبية التي أُنشئت داخل المخيمات باستخدام خيام بسيطة خرجت أيضًا عن الخدمة، ما أدى إلى توقف جزء مهم من عمليات الإسعاف الأولي والرعاية الأساسية.
وأضاف مدير جمعية الإغاثة الطبيةان غزة يعاني من انهيار شبه كامل في المنظومة الصحية، دون وجود أي تقدم في إدخال الأدوية اللازمة أو الكوادر الطبية المتخصصة. وأشار إلى أن النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية يشمل حتى أبسط المواد المستخدمة في علاج الجروح والإصابات، فضلًا عن غياب المعدات الأساسية المستخدمة في غرف العمليات والعناية المركزة وحضّانات الأطفال.

وأوضح أن المستشفيات المتبقية في الخدمة باتت عاجزة عن استقبال آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة أو علاج للأمراض المزمنة، مؤكدًا أن ما يتم تقديمه حاليًا يقتصر على الحالات الطارئة فقط، في وقت تتزايد فيه أعداد المرضى بشكل يومي.
وأشار زقوت إلى أن الاحتياجات الأساسية التي يجب إدخالها بشكل عاجل تشمل كوادر طبية متخصصة، وأجهزة تشخيصية، ومواد مخبرية، بالإضافة إلى المستلزمات الضرورية لغرف العمليات والتخدير والعناية المركزة وحضانات الأطفال. لكنه أكد أن كل هذه الاحتياجات ما زالت ممنوعة من الدخول، بينما لا تسمح الجهات المعنية سوى بإدخال كمية محدودة من الأدوية التي لا تلبّي الاحتياج الحقيقي للقطاع الصحي.
وأضاف أن قطاع غزة أصبح بيئة خصبة لانتشار الأمراض المختلفة، خاصة مع دخول فصل الشتاء وما يرافقه من مشكلات تتعلق بتدهور حالة الملاجئ، وعدم توفر الدفء، وصعوبة وصول العائلات إلى الغذاء الآمن والكافي. وأشار إلى أن الاكتظاظ داخل المخيمات، وتلوث المياه، وغياب الرعاية الصحية الأساسية، كلها عوامل تُنذر بانتشار واسع للأمراض، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن.
وشدد زقوت في ختام تصريحاته على أن إنعاش القطاع الصحي في غزة يتطلب تدخلاً دوليًا سريعًا لإدخال المستلزمات الطبية والكوادر البشرية، إضافة إلى تحسين ظروف المأوى وتوفير الغذاء والمياه الصالحة للشرب، مؤكداً أن الوضع الحالي «لا يمكن أن يستمر»، وأن حياة آلاف المرضى والنازحين باتت مهدّدة بشكل مباشر.