مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

سوريا.. «الداخلية» تكشف تفاصيل هجوم مسلح أودى بحياة شخصين في حمص

نشر
الأمن السوري - أرشيفية
الأمن السوري - أرشيفية

في مشهد يُعيد التوتر إلى الواجهة، استفاقت مدينة «حمص» السورية على وقع جريمة مُسلّحة أنهت حياة شخصين وسط غموض يلفّ دوافع المُنفّذين. ومع تصاعد القلق بين السكان، خرجت «الداخلية» السورية لكشف أولى خيوط الحادث الذي هزّ الهدوء الهشّ للمدينة.

تفاصيل الهجوم المسلح في حمص

وفي التفاصيل، أعلنت «وزارة الداخلية السورية»، فجر اليوم الأحد، مقتل اثنين من المواطنين جراء هجوم مُسلّح نفذّه مجهولون داخل أحد المقاهي في محافظة «حمص».

وقالت الداخلية في بيان لها: إن «قرية أم حارتين في ريف حمص الغربي شهدت اليوم حادثة إطلاق نار عشوائي نفذّها أشخاص مجهولو الهوية داخل مقهى، ما أسفر عن وفاة اثنين وإصابة آخرين».

وأضاف البيان: «باشرت الجهات المختصة فورًا الإجراءات اللازمة لتطويق موقع الحادث، والتحقيق في مُلابساته، وضبط الجُناة وتقديمهم للعدالة، مع اتخاذ كافة التدابير لحماية المدنيين وضمان الأمن العام».

استنكار شديد للهجوم

وأعربت الوزارة، في ختام بيانها، عن إدانتها لهذه «الجريمة النكراء» بأشد العبارات، مُؤكّدة «رفضها المُطلق لكل أشكال العنف التي تُهدّد أمن المجتمع واستقراره».

وأفادت وسائل إعلام سورية، بأن «دوريات قوى الأمن الداخلي توجّهت على الفور إلى المكان لمُلاحقة الفاعلين وضبط الأمن في المنطقة»، مُشيرة إلى أن «قوات الأمن فرضت طوقًا أمنيًا وحظرًا مُؤقتًا للتجوال في القرية، وبدأت في مُلاحقة مُنفّذي الهجوم المُسلّح».

الرئيس الشرع: «سوريا تتقدّم في مفاوضات مع إسرائيل نحو اتفاق مُرتقب»

من ناحية أخرى، تصريح مُفاجئ من الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، يُسلّط الضوء على تحوُّل غير مُتوقّع في السياسة السورية تجاه «إسرائيل». مع تقدُّم المفاوضات، تزداد الأسئلة حول جدوى هذه المحادثات وما إذا كانت ستُثمر عن «اتفاق تاريخي» بين البلدين. في وقت تتغيّر فيه موازين القوى في الشرق الأوسط، يُبرز السؤال: «هل ستتمكّن سوريا من تحقيق سلام دائم مع إسرائيل؟»

وفي التفاصيل، صرّح الرئيس أحمد الشرع، لصحيفة «واشنطن بوست»، أن «سوريا» مشاركة في مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل»، مُؤكّدًا أنها «قطعت شوطًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق بين الجانبين».

تصريحات الرئيس الشرع خلال مقابلة مع واشنطن بوست

وخلال مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أعقبت زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض، وردّاً على سؤال حول خطط القيادة السورية الجديدة لحماية سيادة سوريا ليس فقط من القوى الداخلية، بل أيضًا من التهديدات الخارجية، في ظلّ تعرّض سوريا لهجمات مُتكررة من قِبل الجيش الإسرائيلي، وكون إسرائيل تحتل أراضي سورية وتبدو وكأنها تسعى إلى تأجيج النزاعات الطائفية ولا سيما داخل الطائفة الدرزية، قال الشرع: «لقد خاضت سوريا حربًا مع إسرائيل قبل خمسين عامًا، ثم تمّ التوصل عام 1974 إلى اتفاق فصل القوات، وهذا الاتفاق صمد لمدة خمسين عامًا، لكن عندما سقط نظام الأسد، ألغت إسرائيل هذا الاتفاق. توسّعت في الأراضي السورية، وطردت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، واحتلت مناطق جديدة».

وأضاف أحمد الشرع: «منذ الثامن من ديسمبر الفائت، نفّذت إسرائيل أكثر من ألف غارة جوية على سوريا، شملت قصف القصر الجمهوري ووزارة الدفاع. لكن، لأننا نُريد إعادة إعمار سوريا، لم نردّ على هذه الاعتداءات».

الشرع يتحدث عن أطماع إسرائيلية في سوريا

وأكّد الرئيس السوري، أن التوغل العسكري الذي قامت به إسرائيل داخل الأراضي السورية «لا ينبع من مخاوف أمنية، بل من أطماع توسعية»، مُضيفًا: «لطالما ادّعت إسرائيل أن لديها مخاوف من سوريا بسبب ما تعتبره تهديدًا من الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني. ونحن من قمنا بطرد تلك القوات من سوريا».

وتابع الشرع: «نحن الآن مُنخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطًا مُهمًا نحو التوصّل إلى اتفاق. لكن من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي، ينبغي على إسرائيل أن تنسحب إلى حدود ما قبل الثامن من ديسمبر».

واختتم رئيس سوريا بالقول: «الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا في هذه المفاوضات، وكثير من الأطراف الدولية تدعم موقفنا في هذا الشأن. واليوم، وجدنا أن الرئيس ترامب يُؤيد وجهة نظرنا، وسيعمل على الدفع نحو التوصل إلى حل في أسرع وقت مُمكن».

صفقة شاملة مع سوريا

وكانت صحيفة «هآرتس»، قد أفادت يوم الأحد الماضي، قبيل زيارة لقاء «الشرع» مع «ترامب» بأن الرئيس الأمريكي يضع «اللمسات الأخيرة» على «صفقة شاملة مع سوريا حول تفاهمات أمنية مع إسرائيل»، و«انضمام دمشق إلى الاتفاقات الإبراهيمية»، مُشيرة إلى أن هذه الصفقة، التي لا تزال قيد التفاوض النهائي، تُعد جزءًا من جهود أمريكية لتعزيز الاستقرار في سوريا من خلال دمجها في إطار أمني وإقليمي أوسع، بما يشمل مشاركتها في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش»، وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ضمن آلية غير مباشرة تُدار عبر الوساطة الأمريكية.

الرئيس الشرع: «محاسبة الأسد ما زالت على جدول الأعمال السوري»

على جانب آخر، مع مرور الوقت وتغيير العديد من المعادلات السياسية في «سوريا»، يبقى الحديث عن «المحاسبة» حاضرًا بقوة. في مرحلة ما بعد «بشار الأسد»، تُطرح العديد من التساؤلات حول كيفية معالجة الملفات القديمة التي ما زالت تُطارد النظام الجديد.