المجر تتعهد بوقف أي قرارات أوروبية تصعّد حرب أوكرانيا
أكد وزير الخارجية في دولة المجر بيتر سيارتو، أن بلاده ستستخدم حق النقض داخل الاتحاد الأوروبي لمنع أي قرارات قد تسهم في تصعيد الصراع الدائر داخل أوكرانيا أو تدفع الدول الأوروبية إلى الانخراط المباشر في العمليات العسكرية هناك. وجاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في تجمع مناهض للحرب أقيم في شمال غرب المجر، حيث شدد على أن حكومة بودابست تتبنى موقفًا ثابتًا يرفض الانجرار وراء سياسات من شأنها مفاقمة الأزمة الأوكرانية.
وقال سيارتو — وفق ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس" — إن العاصمة بروكسل تمارس ضغوطًا متزايدة على الدول الأعضاء للدخول في مسار تصعيدي تجاه موسكو، محذرًا من أن هذه التوجهات قد تدفع أوروبا نحو مرحلة أكثر خطورة من النزاع. وأوضح الوزير المجري أن بلاده لن تتردد في استخدام الفيتو “حتى لو اضطرت للتحرك وحدها في مواجهة الـ26 دولة الأخرى داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأشار كبير الدبلوماسيين المجريين إلى أن الأولوية القصوى لحكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هي حماية أمن المجر وسلامة مواطنيها، مؤكدًا أن بلاده لا يمكن أن تسمح — بأي شكل — بالانجرار إلى ساحة الحرب أو المشاركة في خطوات قد تزيد من تفاقم الأوضاع في أوكرانيا. وأضاف أن بودابست لا ترى أن التصعيد العسكري يمكن أن يؤدي إلى حل، وأن الخيار الأمثل يظلّ في دفع الأطراف المتصارعة نحو طاولة المفاوضات.
ويتبنى التحالف الحاكم في المجر منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني في فبراير 2022 سياسة معلنة ترفض إرسال أسلحة إلى كييف أو السماح بمرور شحنات عسكرية عبر الأراضي المجرية، معتبرًا أن مثل هذه الخطوات تعرض الأمن الوطني للمخاطر.

وقد تسبب هذا الموقف في خلافات متكررة بين المجر وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، خصوصًا تلك التي تتبنى نهجًا أكثر تشددًا تجاه روسيا.
كما يأتي تصريح سيارتو في وقت تتصاعد فيه التحركات داخل الاتحاد الأوروبي لإقرار مزيد من برامج الدعم العسكري لأوكرانيا، إضافة إلى نقاشات حول تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية بشكل جماعي. ويعدّ الموقف المجري حجر عثرة أمام العديد من تلك الخطط، نظرًا لضرورة حصولها على إجماع الدول الأعضاء قبل دخولها حيّز التنفيذ.
ويرى مراقبون أن تصريحات وزير الخارجية المجري تعكس استراتيجية بودابست المستمرة في انتهاج سياسة خارجية مستقلة عن الخط الأوروبي التقليدي، مع إعطاء أولوية للاستقرار الداخلي والعلاقات الثنائية مع موسكو، وهو ما يجعلها في كثير من الأحيان على خلاف مباشر مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وفي ختام كلمته، أكد سيارتو أن المجر ستواصل الدفاع عن موقفها السلمي الرافض للتصعيد، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى تبني جهود دبلوماسية مكثفة لإنهاء الصراع بدلًا من دفع القارة إلى مزيد من التوتر العسكري.