الجزائر تكافح حرائق متزامنة طالت غابات في البلاد وسط مطالب بفتح تحقيق
سجلت الجزائر 29 حريقاً طالت غابات في ولايات مختلفة داخل البلاد، فيما تتواصل عمليات الإخماد منذ أمس الخميس، بحسب ما ذكرت الحماية المدنية الجزائرية الجمعة.
الجزائر تكافح الحرائق المتزامنة
وتحدث البيان، عن إخماد 17 حريقاً بشكل نهائي، مشيراً إلى جهود الإخماد تتركز في ولاية تيبازة الساحلية غرب العاصمة الجزائر.
وأحصى الجهاز حرائق في ولايات المدية، وتيزي وزو، وتلمسان، وعين الدفلى، وبجاية، والشلف، والجزائر، وجيجل، والبليدة، على ما ذكر البيان.
ونشرت الحماية المدنية مقاطع مصورة لعمليات مكافحة الحرائق.
وقالت الحماية المدنية إن 354 عنصراً تابعاً لها و97 سيارة إطفاء يشاركون في إخماد الحرائق في مناطق مختلفة في البلاد.
واستعانت الحماية المدنية بعناصر من الجيش الوطني الشعبي وطائرات تابعة له للسيطرة على الحرائق في غابات البلديات الغربية لولاية تيبازة، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.
وأشارت الوكالة الرسمية إلى أن "الظروف المناخية المتمثلة في سرعة الرياح والتيارات الهوائية الساخنة ساهمت في سرعة انتشارها وتعقيد مأمورية رجال الإطفاء".
ونشر حساب يدعى بوابة الجزائر ما قال إنها "مشاهد صادمة وثقت في غابات تيبازة ليلة الخميس تظهر حجم الحرائق المشتعلة في مواقع مختلفة وطواقم الحماية المدنية الجزائرية تواصل جهود إخماد الحرائق على مدار الساعة".
وبالفعل أجلت السلطات الجزائرية عائلات من مناطق في ولاية تيبازة إلى مركز إيواء خصص لها.
وقال رئيس الوزراء الجزائري الجديد، سيفي غريب، الذي زار مواقع حرائق شبت في ولاية تيبازة، للعائلات في المركز إن "الدولة تحرص بشدة وعناية بالغتين على عدم التخلي عنهم والتكفل الأمثل بالعائلات ومرافقتهم لتجاوز هذه الوضعية الصعبة التي تسببت فيها الحرائق".
وفي ردود الفعل على الحرائق، طالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، السلطات الجزائرية، بإجراء تحقيق لـ "كشف من من هم وراء إشعال حرائق في 10 ولايات"، خصوصاً أنها اندلعت في "نفس التوقيت وجاءت في فصل الشتاء".
وأتت الحرائق، فيما شارك عشرات الآلاف من الجزائريين في نهاية الشهر الماضي، في حملة تشجير تهدف لزراعة مليون شجرة أطلقها مؤثر على الإنترنت وحظيت بدعم السلطات.
وأعرب فؤاد معلى صاحب مبادرة "خضراء بإذن الله" عن فرحته بـ "الاستجابة الكبيرة من الجزائريين"، مضيفاً في تصريحات إعلامية "سنجهز لزراعة عدد أكبر المرة القادمة". وشاركت في الحملة جمعيات وعائلات ومسؤولون.
وشهد شمال شرق الجزائر بين عامي 2021 و2023 حرائق دمرت ما يقرب من 140 ألف هكتار من الغطاء النباتي، منها أكثر من 41 ألف هكتار حول تيزي وزو خلال صيف 2021، بحسب أرقام رسمية.
وفي أغسطس/ آب الماضي، أعلنت الحماية المدنية الجزائرية السيطرة على حريق غابة الشريعة في البليدة، من دون تسجيل أي إصابات بين أفراد 36 عائلة تم إجلاؤها.
وبحسب وكالة فرانس برس، فإن الحرائق شائعة في الصيف في شمال الجزائر المغطى بالغابات، ولكنها تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة المرتبطة بتغير المناخ.
وشهدت المناطق في وسط وشرق شمال البلاد، أكبر الحرائق في السنوات الماضية مع تسجيل 34 وفاة في 2023 و37 في 2022، أما أكبر حصيلة وفيات فكانت في 2021 بأكثر من 90 شخصاً.

