مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

بيسكوف: كييف أغلقت باب المفاوضات وروسيا تتجه نحو الحسم العسكري

نشر
الأمصار

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، أن روسيا ستواصل عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا بعد أن أغلقت كييف باب المفاوضات ورفضت أي تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ فبراير 2022.

وفي تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي بموسكو، أوضح بيسكوف أن "انعدام فرصة مواصلة المفاوضات مع أوكرانيا يجعل من الضروري المضي قدمًا في العملية العسكرية الخاصة"، مشيرًا إلى أن روسيا تواصل تحركاتها الميدانية وفقًا للأهداف التي حددها القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن موسكو لا تزال منفتحة على الحلول السياسية والدبلوماسية، لكنها ترى أن نظام كييف هو من رفض الحوار، قائلاً:

روسيا كانت دائمًا منفتحة على تسوية النزاع الأوكراني بالوسائل السياسية، ولكن بعد أن أغلقت أوكرانيا أبواب الحوار، فإننا مضطرون لمواصلة العملية العسكرية الخاصة حتى تحقيق الأهداف الموضوعة.

 

وأضاف بيسكوف أن بلاده لا تزال ترى في المسار السياسي الطريق الأفضل لإنهاء النزاع، غير أن الموقف الأوكراني الحالي "لا يترك أي خيارات أمام روسيا سوى الاستمرار في التحركات الميدانية".

وجاءت تصريحات بيسكوف بعد البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الأوكرانية مؤخرًا، وأعلنت فيه وقف المفاوضات مع روسيا بشأن تسوية الأزمة، في خطوة وُصفت في موسكو بأنها "إغلاق كامل لأبواب الحوار".

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرًا يوم 12 نوفمبر الجاري، نقلت فيه تصريحات سيرجي كيسليتسا، نائب وزير الخارجية الأوكراني، الذي أقر بعدم تحقيق أي تقدم يُذكر في المفاوضات خلال العام الجاري، مؤكدًا أن كييف قررت الانسحاب من أي اتصالات مباشرة مع الجانب الروسي في الوقت الحالي.

وكانت إسطنبول قد استضافت ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة بين موسكو وكييف خلال عام 2024، في محاولة للتوصل إلى تسوية شاملة للأزمة.

ففي 16 مايو، عقدت الجولة الأولى التي شهدت اتفاقًا مبدئيًا على تبادل الأسرى وفق صيغة "ألف مقابل ألف"، إلى جانب طرح مذكرات تفاهم تتعلق بآليات وقف إطلاق النار.
وفي 2 يونيو، استؤنفت الجولة الثانية التي تطرقت إلى تبادل الجرحى وجثامين الجنود، فيما سلمت روسيا آلاف الجثث إلى الجانب الأوكراني في بادرة إنسانية.
أما الجولة الثالثة، فقد جرت في 23 يوليو بحضور رئيسي الوفدين، فلاديمير ميدينسكي ممثل روسيا ورستم عمروف أمين عام مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، واستمرت نحو 40 دقيقة، لكنها انتهت دون اتفاق واضح أو نتائج ملموسة.

ويرى مراقبون أن تصريحات بيسكوف الأخيرة تعكس تحوّلًا في الموقف الروسي نحو الحسم الميداني بعد تعثر المسار السياسي، خاصة في ظل تصاعد المعارك في شرق أوكرانيا وتقدم القوات الروسية في بعض المحاور.

ويؤكد الخبراء أن استمرار انسداد الأفق التفاوضي يزيد من تعقيد المشهد الأوروبي ويدفع موسكو لتكثيف عملياتها العسكرية لتحقيق أهدافها المعلنة، بينما تواجه كييف ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لإعادة النظر في موقفها من الحوار.