العلاقات الصومالية – الجزائرية.. شراكة متجددة في الأمن والتنمية والتعليم
يواصل الصومال والجزائر تعزيز علاقاتهما الثنائية التاريخية من خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، إلى الجزائر تلبية لدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون.
وتأتي هذه الزيارة كخطوة مهمة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن والتجارة والتعليم، وإحياء الدور الدبلوماسي بين البلدين في ظل المتغيرات الإقليمية المتسارعة، وفق ما ذكره المكتب الإعلامي لرئاسة جمهورية الصومال الفيدرالية.
زيارة الرئيس الصومالي إلى الجزائر لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في الأمن والتنمية والتعليم
تركز الزيارة على تطوير العلاقات الأخوية بين الشعبين الصومالي والجزائري، اللذين يشتركان في تاريخ طويل من النضال ضد الاستعمار والانتماء العميق إلى الفضاءين العربي والإفريقي.
كما تمثل تتويجاً لمسار التواصل السياسي الذي شهد دفعة جديدة في السنوات الأخيرة، بعد أن استعادت الصومال مكانتها في الساحة الإقليمية، وعززت الجزائر حضورها الدبلوماسي في القارة الإفريقية.
على الصعيد الأمني، تهدف المباحثات إلى تبادل الخبرات في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، بما يسهم في دعم الاستقرار في القرن الإفريقي ومنطقة الساحل. وتعد الجزائر من الدول الرائدة في التجارب الأمنية ومقاربات المصالحة الوطنية، ما يوفر مجالاً خصباً لتعاون مثمر مع الصومال الذي يخوض حرباً شاملة ضد الجماعات المتطرفة.
أما على الصعيد الاقتصادي والتجاري، فتبحث الزيارة سبل تشجيع الاستثمارات المشتركة وتبادل السلع والخدمات، وتفعيل اتفاقيات التعاون بين غرف التجارة في البلدين، إضافة إلى إمكانية فتح خطوط نقل جوي وبحري لتسهيل حركة الأفراد والبضائع وتنشيط التبادل التجاري بين مقديشو والجزائر العاصمة.
وفي المجال التعليمي والثقافي، تهدف الصومال إلى تعزيز التعاون مع الجامعات الجزائرية لتمكين الطلبة الصوماليين من الالتحاق بالمؤسسات الأكاديمية في الجزائر، خصوصاً في مجالات الطب والهندسة والعلوم السياسية، مع الأخذ بعين الاعتبار الدعم المستمر الذي تقدمه الجزائر للتعليم العربي والإسلامي في إفريقيا.
تُعد زيارة الرئيس حسن شيخ محمود إلى الجزائر أكثر من حدث بروتوكولي، إذ تمثل نقطة تحول في العلاقات الصومالية – الجزائرية وفرصة لتأسيس شراكة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة والتكامل في مجالات الأمن والتنمية والتعليم، بما يخدم الشعبين الشقيقين ومصالح القارة الإفريقية.