السودان.. روسيا تعلق مشروع القاعدة البحرية في بورتسودان
أعلن السفير الروسي لدى السودان، أندريه تشيرنوفول، تعليق العمل في مشروع إنشاء قاعدة بحرية روسية بمدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، وذلك نتيجة استمرار النزاع العسكري في البلاد. وأوضح السفير، في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي، أن الاتفاقية الخاصة بالمشروع وُقعت بين موسكو والخرطوم عام 2020، متضمنة ترتيبات للتطبيق المؤقت إلى حين استكمال إجراءات التصديق الرسمية، لكنه أكد أن التقدم في هذا الملف “معلق حتى إشعار آخر” بسبب الأوضاع الراهنة.
وكان وزير الخارجية السوداني بالإنابة، علي يوسف شريف، قد كشف في فبراير الماضي عن تفاهمات نهائية بين الجانبين بشأن إقامة القاعدة، التي كان مخططًا لها أن تكون مركزًا لوجستيًا قادرًا على استقبال أربع سفن بحرية روسية في وقت واحد، مع سقف قوامه نحو 300 فرد لتشغيل المنشأة.
"تعليق روسيا لمشروع القاعدة في السودان وسط توتر داخلي وإعادة ترتيب التحالفات الخارجية"
ويأتي هذا التطور في ظل الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والتي ألقت بظلالها على المشهد السياسي والأمني وأثرت على مشاريع واتفاقيات دولية عديدة.
يُذكر أن صحيفة موسكو تايمز كانت قد أفادت في ديسمبر الماضي بأن الحكومة السودانية رفضت العرض الروسي لإنشاء القاعدة، دون صدور تأكيد أو نفي رسمي من الخرطوم آنذاك.
ويرى مراقبون أن إعلان موسكو تعليق المشروع قد يعكس توجهًا نحو إعادة ترتيب العلاقات الخارجية للسودان، خصوصًا فيما يتعلق بتوازنات النفوذ في البحر الأحمر، في وقت يشهد فيه البلد اضطرابات داخلية عميقة.
اشتباكات في سفارة السودان بالقاهرة ترفع من حدة الأزمة وتؤدي لإغلاق المبنى
في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر بين عناصر من الجيش السوداني والبعثة الدبلوماسية في القاهرة، اقتحم عدد من الجنود المصابين في العمليات العسكرية مبنى سفارة السودان بحي الدقي، احتجاجًا على توقف مخصصاتهم المالية بعد صدور قرار بإنهاء فترة علاجهم ومطالبتهم بالعودة إلى البلاد، ما أدى إلى إغلاق السفارة بشكل كامل وتدخل مباشر من السفير ولجنة عسكرية لحل الأزمة.
أزمة في سفارة السودان بالقاهرة بسبب مخصصات جنود الجيش المصابين
كشف موقع استقصائي أن مجموعة من عناصر الجيش السوداني، ممن يتلقون العلاج في العاصمة المصرية القاهرة، أقدمت على اقتحام مبنى سفارة السودان في حي الدقي، احتجاجًا على قرار السلطات بوقف مخصصاتهم المالية عقب انتهاء فترة العلاج، ومطالبتهم بمغادرة مصر والعودة إلى السودان. وأفاد الموقع أن السلطات أخلت مبنى السفارة بشكل مفاجئ من المواطنين الذين كانوا بصدد إجراء معاملات قنصلية يوم الاثنين، كما تم إغلاق الأبواب أمام الموظفين. ووفقًا لشهادات من داخل المبنى، توجهت المجموعة إلى الطابق الخامس حيث يقع مكتب الملحق العسكري، واندلعت مشادة كلامية وضوضاء قبل أن يُطلب منهم مغادرة المكان.
أوضح التقرير أن لجنة عسكرية وصلت إلى القاهرة قادمة من مدينة بورتسودان، وأصدرت تقارير طبية بحق عدد من الجرحى، طالبتهم فيها بالعودة إلى السودان بعد اكتمال العلاج. إلا أن هؤلاء الجنود رفضوا العودة، مطالبين بتمديد فترة العلاج في القاهرة، وهو ما دفع اللجنة إلى اتخاذ قرار يقضي بربط صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة بالعودة إلى السودان، على أن يتم صرفها عبر وحداتهم العسكرية. هذا القرار أثار غضب المصابين، الذين اعتبروا أن توقيف المخصصات يشكل ضغطًا غير مبرر عليهم في ظل ظروفهم الصحية.