مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

إغلاق صناديق الاقتراع في العراق وبدء فرز الأصوات إلكترونياً

نشر
الأمصار

أغلقت السلطات الانتخابية في العراق، مساء اليوم الثلاثاء، صناديق الاقتراع في مختلف المحافظات، معلنةً بدء عمليات العدّ والفرز الإلكتروني للأصوات، في خطوة تمثل المرحلة الأهم من العملية الانتخابية التي شهدت تنافساً محتدماً بين القوى السياسية على مقاعد البرلمان الجديد.

ووفقاً لما نقلته قناة سكاي نيوز عربية، فقد أُغلقت مراكز الاقتراع عند الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي للعراق، بعد يوم انتخابي طويل شهد تفاوتاً في نسب المشاركة بين ساعات الصباح والمساء. وأشارت تقارير إعلامية عراقية إلى أن نسب الإقبال كانت منخفضة خلال الساعات الأولى من اليوم، لكنها ارتفعت تدريجياً مع اقتراب موعد الإغلاق، خاصة في المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة والنجف.

من جانبها، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية في بيان رسمي، أن عملية التصويت جرت بانسيابية عالية ودون تسجيل خروقات مؤثرة، مؤكدةً أن “العملية الانتخابية تكللت بالنجاح” وأن عمليات العدّ والفرز الإلكتروني بدأت فور إغلاق الصناديق. وأضافت المفوضية أن النتائج الأولية للتصويتين العام والخاص سيتم الإعلان عنها خلال 24 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع.

ووفقاً لوكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، فإن المفوضية بدأت منذ الساعات الأولى لليل الثلاثاء في نقل البيانات من المراكز الانتخابية إلى المركز الوطني في بغداد لمراجعتها وتدقيقها إلكترونياً. وأشارت الوكالة إلى أن المفوضية اعتمدت إجراءات أمنية وتقنية مشددة لضمان نزاهة النتائج وسرعة إعلانها، وسط إشراف أممي ودولي واسع.

وتُعدّ هذه الانتخابات البرلمانية السادسة في العراق منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003، حيث يسعى الناخبون لاختيار ممثليهم في البرلمان الجديد الذي سيحدد ملامح الحكومة المقبلة. وتأتي هذه العملية في ظل أجواء سياسية حساسة، إذ تشهد الساحة العراقية حالة من الترقب حول إمكانية بروز تحالفات جديدة قد تُعيد رسم توازن القوى داخل البرلمان.

وتأتي الانتخابات في إطار مساعٍ متواصلة من الحكومة العراقية لتعزيز المسار الديمقراطي وتثبيت الاستقرار السياسي بعد سنوات من التحديات الأمنية والاقتصادية. وقد أشاد مراقبون محليون ودوليون بالتنظيم الجيد للعملية الانتخابية، مؤكدين أن استخدام التقنيات الإلكترونية في العدّ والفرز يمثل خطوة متقدمة نحو مزيد من الشفافية والدقة في إعلان النتائج.

ومن المقرر أن تعلن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج الرسمية الكاملة بعد الانتهاء من تدقيق المحاضر، تمهيداً لمصادقة المحكمة الاتحادية العليا في العراق عليها، قبل أن تبدأ الكتل السياسية في مشاوراتها لاختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة.

وبذلك، يكون العراق قد طوى صفحة التصويت، وبدأ مرحلة العدّ والفرز التي ستحدد المشهد السياسي للسنوات الأربع المقبلة، وسط آمال شعبية بأن تفرز الانتخابات برلماناً يعكس تطلعات المواطنين نحو الإصلاح والاستقرار.