مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

أول زيارة لرئيس سوري للبيت الأبيض منذ 79 عاماً

نشر
الأمصار

سجلت الدبلوماسية السورية لحظة تاريخية يوم الإثنين، بوصول الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى البيت الأبيض في واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليصبح بذلك أول رئيس سوري يدخل المكتب البيضاوي منذ استقلال سوريا عام 1946. ويعتبر هذا الحدث مفصلياً في العلاقات السورية الأمريكية بعد عقود من التوتر والانقطاع الدبلوماسي.

وأكدت وسائل إعلام سورية أن دخول الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض تم من بوابة جانبية ودون أي استقبال رسمي، في خطوة وصفها المراقبون بأنها محاولة لتخفيف الجدل المحتمل حول هذه الزيارة الحساسة. وشهد اللقاء مباحثات مغلقة استغرقت أكثر من ساعتين، ركز خلالها الزعيمان على ملفات سياسية واقتصادية حساسة تتعلق بالمنطقة واستقرارها، إضافة إلى القضايا الثنائية بين البلدين.

وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من المواقف الأمريكية التي أبدت استعدادها للتعاون مع دمشق، معتبرة سوريا "شريكاً أساسياً في تعزيز استقرار الشرق الأوسط"، وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وفي إطار محادثات العقوبات الاقتصادية، تناول اللقاء الأبعاد المتعلقة بقانون قيصر، الذي أثّر بشكل كبير على الاقتصاد السوري وعرقل جهود إعادة الإعمار في البلاد. وأكد الرئيس الشرع خلال لقائه بالمنظمات السورية في واشنطن أن "العقوبات في مراحلها الأخيرة"، مشدداً على أهمية تكاتف الجهود الداخلية والخارجية لرفعها وتأمين فرص التنمية والإعمار في سوريا.

يُذكر أن هذا اللقاء هو الثالث بين الرئيس الشرع والرئيس الأمريكي ترامب، بعد لقائين سابقين عقدا في الرياض ونيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعكس ذلك تصاعد وتيرة التشاور بين البلدين ورغبة كلا الطرفين في تعزيز التعاون في ملفات إقليمية ودولية متعددة.

وفي سياق آخر، كشفت تقارير سورية عن إحباط محاولتين لاستهداف الرئيس الشرع من قبل تنظيم داعش، ما يعكس التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه القيادة السورية في الوقت الراهن، رغم تحقيق الحكومة السورية نجاحات داخلية وخارجية مؤخرًا.

وتعكس زيارة الرئيس الشرع، التي جاءت بعد مشاركته في قمة المناخ COP30 في البرازيل، حرص دمشق على الانفتاح الدبلوماسي والعمل على تعزيز مكانتها الدولية، خصوصاً في ملفات الأمن والاستقرار الإقليمي والاقتصاد وإعادة الإعمار بعد سنوات طويلة من الأزمات والصراعات. واعتبر محللون أن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول في العلاقات السورية الأمريكية، وتفتح الباب أمام مراحل جديدة من التعاون الثنائي والإقليمي.