مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الولايات المتحدة تواجه أطول إغلاق حكومي في تاريخها.. خسائر تتجاوز 4 مليارات دولار

نشر
الولايات المتحدة
الولايات المتحدة تواجه أطول إغلاق حكومي في تاريخها

يشهد الولايات المتحدة الأمريكية أطول إغلاق حكومي في تاريخها الحديث، متجاوزًا الرقم القياسي المسجل خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيد أن الإغلاق المستمر حتى الآن تسبب في خسائر اقتصادية تُقدّر بنحو 4 مليارات دولار.

قطاع الطيران مهدد بفوضى عارمة:

من جانبه، حذّر وزير النقل الأمريكي تشاندافي من أن قطاع الطيران مهدد بفوضى عارمة إذا استمر الإغلاق أسبوعًا إضافيًا، مشيرًا إلى أن المراقبين الجويين والعاملين في المطارات ما زالوا يواصلون العمل دون رواتب.

فشل جديد في الكونغرس

وفي تطور سياسي، فشل مجلس الشيوخ الأمريكي للمرة الرابعة عشرة في تمرير مشروع قانون للتمويل المؤقت الذي كان من شأنه إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، ما أدى إلى دخول الإغلاق شهره الثاني.
ويعود بدء الأزمة إلى الأول من أكتوبر الماضي حين دخل الإغلاق حيز التنفيذ رسميًا بعد فشل الكونغرس والبيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق حول الموازنة الفيدرالية، في ظل مأزق سياسي حاد بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

انقسام سياسي حاد

ولفهم أبعاد الأزمة، قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، في مقابلة من واشنطن، إن الإغلاق الحكومي يعني غياب الميزانية اللازمة لتسيير شؤون الحكومة الفيدرالية، مشيرًا إلى أن الكونغرس، وهو الجهة المخولة بإقرار الميزانية، لم يتوصل بعد إلى اتفاق بشأنها.
وأوضح مسعد أن الخلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين يتمحور حول أولويات الإنفاق؛ فـ"الجمهوريون" يتهمون "الديمقراطيين" بدعم برامج الرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين على حساب الاقتصاد، في حين يرى "الديمقراطيون" أن السياسات الجمهورية تخدم الأغنياء وتضر بالطبقة الوسطى.

تداعيات مباشرة على الأمريكيين

وأضاف مسعد أن الإغلاق انعكس بشكل مباشر على حياة الأمريكيين، مشيرًا إلى أن الكثير من العاملين في الحكومة الفيدرالية لم يتقاضوا رواتبهم، ما تسبب في صعوبات معيشية تتعلق بالطعام والسكن والاحتياجات الأساسية.
وأوضح أن بعض العائلات باتت تعتمد على بنوك الطعام والجمعيات الخيرية للحصول على الغذاء، في مشهد "غير مسبوق لموظفين في أعلى مؤسسات الدولة".

انتخابات محلية وسط الأزمة

وفي خضم الأزمة، توجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات محلية تشمل المجالس التشريعية لعدد من الولايات، إضافة إلى اختيار حكام ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، ورئيس بلدية نيويورك.
واعتبر محللون أن هذه الانتخابات تشكل اختبارًا مبكرًا لشعبية الإدارة الأمريكية الحالية ومؤشرًا على توجهات الناخبين قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل.

تقدم المرشح الديمقراطي زهران ممداني

وأظهرت المؤشرات الأولية تقدم المرشح الديمقراطي زهران ممداني، المسلم من أصل هندي والبالغ من العمر 34 عامًا، في سباق رئاسة بلدية نيويورك، وسط منافسة من المستقل أندرو كومو المدعوم من الرئيس ترامب.
وأوضح مراسل "القاهرة الإخبارية" من واشنطن، رامي جبر، أن ترامب دعا أنصاره للتصويت لصالح كومو بدلًا من المرشح الجمهوري كورت سلووا، إدراكًا منه لضعف فرصه، في محاولة للتأثير على نتائج السباق لصالح الجمهوريين.

خريطة انتخابية متقلبة

وأشار جبر إلى أن فرجينيا ونيوجيرسي تشهدان تنافسًا متقاربًا بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين، بينما تمثل كاليفورنيا وتكساس معارك سياسية حقيقية لإعادة رسم الدوائر الانتخابية قبل انتخابات الكونغرس المقبلة.
وأضاف أن هذه الانتخابات تتجاوز حدودها المحلية لتشكل مؤشرًا على عمق الانقسام السياسي في الولايات المتحدة بين تيارات اليمين المحافظ واليسار الديمقراطي.