مشاورات فلسطينية في القاهرة لتشكيل لجنة تكنوقراطية لإدارة غزة مؤقتًا

تجتمع هذا الأسبوع في العاصمة المصرية القاهرة مجموعة من الفصائل الفلسطينية، من بينها حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى جانب شخصيات مستقلة، وذلك لبحث تشكيل إدارة انتقالية لقطاع غزة تتولى الإشراف على المرحلة المقبلة، في ظل استمرار وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس.

ووفقًا لمصادر فلسطينية ومصرية، فإن الاجتماعات التي ترعاها المخابرات العامة المصرية تهدف إلى التوصل إلى تفاهم مبدئي حول تشكيل لجنة تكنوقراطية مؤقتة تتولى إدارة الشؤون المدنية والخدماتية في القطاع، إلى حين التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تضمن إعادة الإعمار وإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية.

بحث آليات إدارة مؤقتة للقطاع

وذكرت المصادر أن الفصائل تناقش خلال الاجتماعات تركيبة اللجنة الانتقالية وآلية اختيار رئيسها، بالإضافة إلى بحث ما إذا كانت اللجنة ستعمل تحت إشراف السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله، أو ضمن إطار وطني أوسع يضم مختلف القوى.
وتشير المعلومات إلى أن مصر تمارس ضغوطًا على الفصائل لدعم مقترح يضمن مشاركة السلطة الفلسطينية، في محاولة لتفادي أي فراغ سياسي أو إداري في القطاع في حال تم تثبيت الهدنة الحالية.

وكانت لقاءات سابقة قد عقدت في القاهرة بين وفود من حركتي فتح وحماس لبحث ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار، غير أن فتح امتنعت عن المشاركة في الاجتماع الموسع الأخير، معتبرة أن أي تفاهمات تتم دون موافقة القيادة الرسمية في رام الله “غير ملزمة”.

وأكد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش في تصريحات إعلامية أن “القيادة الفلسطينية هي الجهة الشرعية الوحيدة المخوّلة باتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة الأراضي الفلسطينية”.

اتفاق سابق وإشراف دولي محتمل

وكانت الفصائل الفلسطينية قد توصلت في 24 أكتوبر الماضي إلى اتفاق مبدئي يقضي بتشكيل لجنة مؤقتة من شخصيات مستقلة لإدارة شؤون غزة، إلى جانب الدعوة لصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يسمح بنشر قوات مراقبة أممية مؤقتة لضمان التزام الأطراف بوقف إطلاق النار.
ورحّبت حركة فتح حينها بالفكرة من حيث المبدأ، لكنها شددت على أن أي لجنة يجب أن تعمل ضمن مرجعية الحكومة الفلسطينية، نافية أن تكون قد وافقت على أي اسم لرئاسة اللجنة المقترحة.

وبحسب تقارير إسرائيلية وغربية، يُعد أمجد الشوا، رئيس شبكة منظمات المجتمع المدني في غزة، المرشح الأوفر حظًا لتولي رئاسة اللجنة التكنوقراطية، نظرًا لعلاقاته الجيدة مع مختلف الفصائل وسمعته المهنية المستقلة.

اجتماع وزراء خارجية في إسطنبول لبحث مستقبل غزة

بالتوازي مع التحركات في القاهرة، يستضيف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الاثنين اجتماعًا في إسطنبول يضم وزراء خارجية سبع دول عربية وإسلامية، بينها السعودية وقطر والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا، لمناقشة خطة إعادة الإعمار وإدارة غزة بعد الهدنة.
وقال فيدان إن الاجتماع سيركز على تقييم تنفيذ خطة السلام، والتحديات التي تواجه تثبيت وقف إطلاق النار، إضافة إلى تعزيز المساعدات الإنسانية وبلورة رؤية عربية–إسلامية موحدة حول مستقبل القطاع.
وشدد الوزير التركي على أن وقف إطلاق النار وحده لا يكفي، مؤكدًا ضرورة “حل سياسي شامل ومستدام يقوم على أساس حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة”.

استمرار الخسائر رغم الهدنة

ورغم وقف إطلاق النار، لا تزال الاشتباكات المحدودة والغارات المتفرقة مستمرة في بعض مناطق القطاع. فقد أسفرت غارة إسرائيلية شمال غزة يوم الأحد عن مقتل رجل فلسطيني وإصابة آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأفادت الوزارة بأن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ24 الماضية سبعة قتلى وستة مصابين، ليرتفع إجمالي عدد القتلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 68,865 قتيلاً، فيما تجاوز عدد المصابين 170,670 شخصًا.
ومنذ بدء الهدنة في 11 أكتوبر 2025، تم تسجيل 236 قتيلاً و600 مصاب برصاص الجيش الإسرائيلي في حوادث متفرقة.