قطر تطلق "مخيم قطر الخير" لإغاثة نازحي الفاشر في شمال السودان
في استجابة إنسانية عاجلة للأزمة المتفاقمة في شمال السودان، دشّنت قطر الخيرية، اليوم الأحد، مشروعًا إغاثيًا جديدًا تحت اسم "مخيم قطر الخير" في منطقة الدبة بالولاية الشمالية، لإيواء وإطعام النازحين الفارين من مدينة الفاشر التي تشهد أوضاعًا إنسانية حرجة بسبب الصراع الدائر هناك.
ويأتي هذا المشروع بدعم مباشر من صندوق قطر للتنمية وضمن حملة "إغاثة السودان" التي أطلقتها الدوحة لمساندة المتضررين.
ويهدف المخيم إلى توفير مأوى وخدمات غذائية وصحية وتعليمية للنازحين لمدة ثلاثة أشهر، مع تنفيذ تدخلات عاجلة تشمل توزيع السلال الغذائية، والخيام، والفرش، والبطاطين، وحقائب النظافة الشخصية. كما يضم المخيم عيادات متنقلة لتقديم الرعاية الصحية، ومصادر لتوفير المياه الصالحة للشرب، إلى جانب إنشاء مدرسة مؤقتة للأطفال لضمان استمرار العملية التعليمية رغم ظروف النزوح.
وأكد عثمان أحمد عثمان، والي الولاية الشمالية بالإنابة، أن هذه المبادرة القطرية تمثل "نموذجًا للتضامن العربي والإسلامي في وقت يحتاج فيه السودان إلى دعم عاجل"، مشيرًا إلى أن المساعدات التي تقدمها قطر الخيرية تسهم في امتصاص الصدمة الأولى للنازحين وتخفيف معاناتهم اليومية. كما أشاد بسرعة استجابة الدوحة وفاعلية تدخلاتها الميدانية.
من جانبها، أوضحت منال مكاوي، وزيرة الشؤون الاجتماعية بالولاية الشمالية، أن المساعدات القطرية كانت من أوائل المبادرات الدولية التي وصلت إلى السودان منذ اندلاع الأزمة، مؤكدة أن قطر الخيرية تواصل دعمها بانتظام في مجالات الغذاء والإيواء والمياه والتعليم.

في السياق ذاته، صرّح طارق محيي الدين، مدير مكتب قطر الخيرية في السودان بالإنابة، بأن الفرق الميدانية بدأت فعليًا في تنفيذ مشروع "مخيم قطر الخير"، موضحًا أن العمل يشمل تجهيز بنية تحتية متكاملة لمناطق الإيواء وتوزيع الاحتياجات الأساسية. وأضاف أن المبادرة تهدف إلى "ضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية للنازحين وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم خلال فترة النزوح المؤقتة".
وتشمل خطة قطر الخيرية خلال الأشهر المقبلة توزيع آلاف الوجبات اليومية، وتوفير أدوات مطبخ وسلال نظافة شخصية، إلى جانب متابعة الحالات الطبية الطارئة، في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق الأمن الإنساني للنازحين السودانيين.
واختتمت المنظمة دعوتها لأهل الخير والمؤسسات الإنسانية للمساهمة في دعم حملة "إغاثة السودان" عبر التبرع والمشاركة في إيصال المساعدات، مؤكدة أن الأزمة الحالية في الفاشر تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحد من تداعياتها الكارثية على المدنيين.