مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

هجوم أوكراني بالطائرات المُسيّرة يطال منشآت نفطية في ميناء روسي استراتيجي

نشر
الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية - أرشيفية

وسط تصاعد التوترات العسكرية بين «موسكو وكييف»، استهدفت «الطائرات المسيّرة الأوكرانية» منشآت نفطية استراتيجية في ميناء روسي حيوي، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهات التي قد تكون أكثر قسوة ودمارًا. هذا الهجوم يُثير العديد من التساؤلات حول الأهداف المستقبلية للصراع وما إذا كان سيُؤدي إلى اندلاع تصعيد عسكري شامل.

وفي التفاصيل، أعلنت السُلطات في منطقة «كراسنودار» بجنوب روسيا، اليوم الأحد، أن ناقلة نفط ومنشآت في ميناء «توابسي» المُطل على «البحر الأسود»، تضررت واشتعلت فيها النيران خلال الليل نتيجة «هجوم أوكراني بالطائرات المُسيّرة».

تفاصيل الهجوم الأوكراني الجديد

وقالت إدارة منطقة كراسنودار عبر تطبيق «تليغرام»: «سقطت شظايا طائرات مُسيّرة على ناقلة نفط في ميناء توابسي مما أدى إلى وقوع أضرار بالهيكل العلوي لسطح الناقلة»، مُضيفة: أنه «اندلع حريق على متن الناقلة وجرى إجلاء الطاقم».

ويضم الميناء محطة «توابسي» النفطية والمصفاة التابعة لشركة «روسنفت»، واللتين استُهدفتا بطائرات مُسيّرة أوكرانية عدة مرات هذا العام.

وتعد المحطة منفذًا جنوبيًا رئيسيًا لوصول المنتجات الروسية الخام والمكررة إلى الأسواق العالمية، لذا فإن أي تعطل هناك يُمكن أن يُؤثر على تدفق الصادرات.

أوكرانيا تُواصل ضرباتها الاستراتيجية على روسيا

وكثفت «كييف» هجماتها على المصافي والمستودعات وخطوط الأنابيب الروسية في الأشهر الأخيرة لاستنزاف إمدادات الوقود، وتعطيل اللوجستيات العسكرية، ورفع تكاليف الحرب، في حملة تقول إنها رد على الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية.

وأفادت «إدارة كراسنودار»، أن مباني الميناء والبنية التحتية الأخرى تضررت أيضًا، بالإضافة إلى أضرار طفيفة بمحطة السكك الحديدية في توابسي.

وتسبب حطام طائرة مُسيّرة أيضًا في أضرار بمبنى سكني في قرية «سوسنوفي»، الواقعة على مشارف توابسي.

هجمات يومية وتقدم روسي

وتُواصل «القوات الأوكرانية» استهداف مناطق جنوب غربي روسيا بالمُسيّرات والصواريخ بشكل شبه يومي، فيما يستمر الجيش الروسي في تقدمه على جميع المحاور.

ويُعتبر استخدام هذا الكم من «المُسيّرات» تطورًا نوعيًا في الحرب، يُنذر بتحول في تكتيكات «أوكرانيا» وقد يدفع «روسيا» إلى ردّ فعل عسكري أوسع.

أوكرانيا ترفع وتيرة التصعيد.. «زيلينسكي» يُهدد بتوسيع الهجمات على روسيا

مع تصاعد التوترات بين «روسيا وأوكرانيا»، ارتفعت نبرة التحذيرات من «كييف» حول توسيع دائرة الهجمات على «الأراضي الروسية». في وقت تتواصل فيه العمليات العسكرية على الأرض، تلوح في الأفق مرحلة جديدة قد تحمل تداعيات غير مسبوقة، مع تأكيدات على أن تصعيد الهجمات سيشمل «مناطق روسية إضافية».

وفي التفاصيل، حذّر زعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي»، من أن «كييف تعتزم توسيع هجمات الطائرات المُسيّرة والصواريخ لتشمل مناطق روسية إضافية»، قائلًا في رسالته المسائية المصورة: «إن القدرات على شن هجمات بعيدة المدى هي مُكون من استقلالنا وستكون المُكون الأهم في ضمان السلام».

توسيع أهداف الهجمات الأوكرانية

وأضاف «زيلينسكي»، أن القادة العسكريين ناقشوا أهداف شنّ الهجمات حتى نهاية العام، ومن بين ذلك «التوسع الجغرافي» لها.

ورغم ذلك، كان «زيلينسكي» قد اعترف، بوجود «مشكلة فنية» في إنتاج صواريخ «كروز» الأوكرانية المخطط لها منذ فترة طويلة والمعروفة باسم «فلامنغو».

زيلينسكي يتوقع مقترح سلام

وتوقّع «زيلينسكي» أن يتقدم الحلفاء الغربيون بمقترح مُوجز للسلام في غضون الأيام المُقبلة لإنهاء الحرب مع روسيا، حسبما أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكي.

وفي مقابلة أجريت معه، قال «زيلينسكي»، إن «تحالف الراغبين»، وهو تحالف غير رسمي يضم نحو (35) دولة بقيادة «بريطانيا وفرنسا»، سيعمل على وضع «بعض النقاط السريعة» في غضون «الأسبوع أو العشرة أيام المُقبلة».

زيلينسكي يُشكك في بوتين

ورغم ذلك، أعرب زعيم نظام كييف، عن تشككه في أن يكون الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» مُستعدًا للموافقة على الاتفاق، مُضيفًا: أنه من أجل إجبار «بوتين» على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فإن فرض المزيد من العقوبات على روسيا وتوفير أسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا «يُعدان أمرين ضروريين».

يُذكر أن «أوكرانيا» تصرّ على عدم التنازل عن أي أراض في أي اتفاق لإنهاء الحرب.

أوكرانيا تُواصل ضرباتها في روسيا

وتُقاوم «أوكرانيا» القوات الروسية منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، ونفذت ضربات مُتكررة بعمق الأراضي الروسية، بشكل رئيسي باستخدام الطائرات المُسيّرة.

ومع تصاعد «التوترات وتوسيع دائرة الهجمات»، يبقى السؤال الأهم: إلى أين ستقود هذه الخطوات التصعيدية؟ في وقت يسود فيه الغموض حول نوايا كل طرف، تزداد المخاوف من أن أي تصعيد قد يُؤدي إلى تعقيد الموقف العسكري والإنساني في المنطقة، ما يضع المجتمع الدولي أمام تحديات جديدة في محاولة وقف دوامة العنف.

أوكرانيا بين النار والحل.. و«ترامب» يُعيد خلط الأوراق

بين محاولات التهدئة المُستمرة في «أوكرانيا» والتصعيد العسكري على الأرض، جاءت تحركات الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأخيرة لتقلب موازين المشهد وتُعيد خلط الأوراق. فعلى الرغم من عدم إدلائه بتصريحات مباشرة، فإن إشاراته السياسية واختياراته في الملف الأوكراني عكست تحوّلاً لافتًا في المقاربة الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول مستقبل التسوية ومدى التزام واشنطن بخط الوساطات التقليدية. وبين نار الحرب واستحقاقات السلام، تتحرك الأزمة في مسار غير مألوف تقوده واشنطن بنَفَس مختلف.