علاء وجمال مبارك يحضران احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير بدعوة رسمية
شهدت احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير في محافظة الجيزة، اليوم، حضورًا بارزًا لنجلَي الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، السيدين علاء وجمال مبارك، وذلك بعد الجدل الذي أثير خلال الأيام الماضية بشأن عدم تلقيهما دعوة رسمية لحضور الحدث التاريخي.
وكان علاء مبارك قد نفى في تصريحات سابقة تلقي عائلته دعوة رسمية للمشاركة في الحفل، موضحًا أنهم كانوا ينوون متابعة الافتتاح عبر شاشات التلفزيون برفقة والدتهم السيدة سوزان مبارك، مؤكداً أن ما يهم الأسرة هو رؤية حلم المتحف وقد أصبح واقعًا يليق بعظمة الحضارة المصرية.
لكن مصادر مصرية موثوقة أكدت لاحقًا أن علاء وجمال مبارك تلقيا دعوة رسمية من اللجنة المنظمة للاحتفال، تقديرًا لدور والدهما الراحل في إطلاق فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير، الذي يعد من أضخم وأهم المشاريع الثقافية في تاريخ مصر الحديث. وقد لاقت مشاركتهما في الافتتاح ترحيبًا واسعًا من الحضور، لما تحمله من رمزية خاصة في استكمال حلم بدأ منذ أكثر من عقدين.

يرتبط المتحف المصري الكبير ارتباطًا وثيقًا بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، إذ تعود فكرة المشروع إلى عام 1992 عندما أصدر قرارًا بإنشاء متحف عالمي يضم كنوز الحضارة المصرية القديمة ويكون مزارًا ثقافيًا وسياحيًا على مستوى عالمي.
وفي عام 2002، قام الرئيس مبارك رسميًا بوضع حجر الأساس للمتحف، الذي اختير له موقع استراتيجي على مساحة 117 فدانًا بالقرب من أهرامات الجيزة، ليصبح جسرًا بين الماضي العريق والمستقبل الثقافي الحديث.
وقد صُمم المتحف على يد المهندس المعماري المصري شريف فتحي من شركة أوركيد للاستشارات الهندسية، ليجمع بين الطابع الفرعوني الكلاسيكي والتقنيات المعمارية الحديثة، ويقدم تجربة فريدة لزوار من مختلف أنحاء العالم.
يهدف المتحف المصري الكبير إلى أن يكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة بالكامل. كما يحتوي على مركز للترميم، ومناطق تعليمية، ومتحف للأطفال، مما يجعله مركزًا ثقافيًا وسياحيًا متكاملًا.
وبفضل الجهود المتواصلة، اكتمل بناء المتحف في عام 2020، وتم تجهيزه بأحدث التقنيات في العرض المتحفي والإضاءة والتفاعل الرقمي. وجاء الافتتاح الرسمي في نوفمبر 2025، بحضور عدد كبير من رؤساء الدول والبعثات الأجنبية وكبار الشخصيات الثقافية من مختلف أنحاء العالم.
🔸 تقدير لدور الرئيس الراحل
يشهد افتتاح المتحف اعترافًا واضحًا بالدور الكبير الذي لعبه الرئيس الراحل محمد حسني مبارك في إطلاق المشروع ودعمه ماديًا ومعنويًا على مدار سنوات، حيث تابع مراحل التنفيذ وأصدر توجيهاته لضمان خروج المتحف بالصورة التي تليق بتاريخ مصر.
ومع مشاركة نجليه علاء وجمال مبارك في الاحتفال، اكتسب الحدث بعدًا إنسانيًا وتاريخيًا، باعتباره إغلاقًا لدائرة حلم وطني بدأه الأب واحتفى به الأبناء، في مشهد جمع بين الماضي والحاضر ليؤكد أن الحضارة المصرية لا تنقطع، بل تتجدد في كل جيل.