مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الصحة العالمية: «مئات القتلى في مستشفى الفاشر السودانية بعد سيطرة الدعم السريع»

نشر
مستشفى سودانية -
مستشفى سودانية - أرشيفية

في مأساة إنسانية غير مسبوقة، تُواصل الأحداث المُروّعة في «السودان» تُلقي بظلالها على العالم. وفي فاجعة جديدة، كشفت «الصحة العالمية» عن مقتل مئات الأرواح في مستشفى «الفاشر» السودانية، بعدما اجتاحت «قوات الدعم السريع» المنشأة الطبية. فبينما كان الأطباء والممرضون يُسابقون الزمن لإنقاذ المرضى، تحوّلت المستشفى إلى ساحة من الألم والفقد، حيث لقي مئات الأبرياء حتفهم في مشهد مُرعب من العنف والصمت المُطبق.

وفي التفاصيل، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، «تيدروس أدهانوم غبريسوس»، أن أكثر من (460) شخصًا قُتلوا في أحد المستشفيات بمدينة «الفاشر» التي استولت عليها «قوات الدعم السريع» السودانية نهاية الأسبوع.

الصحة العالمية تُصدم بمجزرة الفاشر

وأوضح «غبريسوس»، في بيان، أن (460) من المرضى والمرافقين قُتلوا في مستشفى الأمومة السعودي في الفاشر، مُضيفًا أن منظمة الصحة العالمية «أُصيبت بالصدمة والفزع» من هذه التقارير.

وجاء ذلك في وقت لا تزال فيه مدينة «الفاشر» تشهد أعمال عنف ضد المدنيين، فقد أعلنت حكومة إقليم دارفور مقتل أكثر من ألفي شخص في المدينة.

الفاشر تحت سيطرة الدعم السريع

وجاء البيان في أعقاب إعلان «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وترتبط أهمية مدينة «الفاشر» عسكريًا وإستراتيجيًا بكونها العاصمة التاريخية لدارفور، وهي آخر مركز رئيسي للجيش السوداني في الإقليم فضلًا عن قُربها من «شمال السودان» وتُمثّل قاعدة انطلاق لأي جهود لاستعادة السيطرة على المناطق الأخرى.

الفاشر نموذجًا.. «الجوع» يفضح كارثة السودان الإنسانية

بين ركام الحرب وصمت العالم، يعلو صراخ الجياع في «الفاشر»، المدينة التي تحوّلت إلى شاهدٍ حي على أسوأ مآسي «السودان». هنا لا يسقط الناس بالرصاص، بل يسقطون فرادى بصمت، قتلى الجوع والإهمال والنسيان.

مجاعة قاتلة في الفاشر

وفي هذا الصدد، كشفت «مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور»، عن وفاة (229) شخصًا جوعًا ، بينهم (171) طفلًا و(58) مُسنًا، في مدينة «الفاشر» السودانية المُحاصرة منذ أواخر أغسطس الماضي.

وبحسب التقرير الذي نشرته «سودان تربيون»، بلغ إجمالي عدد القتلى في المدينة بسبب الحصار والقتال (675) شخصًا، بينما وصل عدد المصابين إلى (1464) شخصًا، من بينهم مئات الأطفال والنساء.

ويعيش أكثر من (74) ألف شخص، بينهم (38) ألف طفل، أوضاعًا إنسانية بالغة السوء داخل المدينة المُحاصرة، حيث اضطر السكان إلى تناول جلود الحيوانات و«الأمباز» - وهو علف حيواني - للبقاء على قيد الحياة.

انهيار النظام الغذائي

وأشار التقرير إلى انهيار النظام الغذائي في المدينة، حيث لم يعد سوى (6) مطابخ خيرية تعمل بشكل مُستمر، بينما توقف (15) مطبخًا آخر عن العمل جزئيًا بسبب نقص التمويل والتهديدات الأمنية.

وطالبت المفوضية بالتحرك العاجل لمواجهة هذه «الكارثة الإنسانية»، داعية إلى فك الحصار عن «الفاشر» فورًا وإرسال مواد غذائية عاجلة عبر الإسقاط الجوي، ومُشددة على ضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وإجلاء المصابين، وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة للمراكز الصحية المتبقية في الخدمة.

السودان يشهد مجزرة جديدة.. 17 قتيلًا بقصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على الفاشر

على أرض «الفاشر» التي ارتوت بدماء الأبرياء، ارتفعت أصوات الرصاص والقصف المدفعي مُجددًا، مُسجّلةً مجزرة جديدة بضحايا مدنيين لا حول لهم ولا قوة، بينما ينزف «السودان» جرحه العميق بلا هوادة.