الفاشر نموذجًا.. «الجوع» يفضح كارثة السودان الإنسانية

بين ركام الحرب وصمت العالم، يعلو صراخ الجياع في «الفاشر»، المدينة التي تحوّلت إلى شاهدٍ حي على أسوأ مآسي «السودان». هنا لا يسقط الناس بالرصاص، بل يسقطون فرادى بصمت، قتلى الجوع والإهمال والنسيان.
مجاعة قاتلة في الفاشر
وفي هذا الصدد، كشفت «مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور»، عن وفاة (229) شخصًا جوعًا ، بينهم (171) طفلًا و(58) مُسنًا، في مدينة «الفاشر» السودانية المُحاصرة منذ أواخر أغسطس الماضي.
وبحسب التقرير الذي نشرته «سودان تربيون»، بلغ إجمالي عدد القتلى في المدينة بسبب الحصار والقتال (675) شخصًا، بينما وصل عدد المصابين إلى (1464) شخصًا، من بينهم مئات الأطفال والنساء.
ويعيش أكثر من (74) ألف شخص، بينهم (38) ألف طفل، أوضاعًا إنسانية بالغة السوء داخل المدينة المُحاصرة، حيث اضطر السكان إلى تناول جلود الحيوانات و«الأمباز» - وهو علف حيواني - للبقاء على قيد الحياة.
انهيار النظام الغذائي
وأشار التقرير إلى انهيار النظام الغذائي في المدينة، حيث لم يعد سوى (6) مطابخ خيرية تعمل بشكل مُستمر، بينما توقف (15) مطبخًا آخر عن العمل جزئيًا بسبب نقص التمويل والتهديدات الأمنية.
وطالبت المفوضية بالتحرك العاجل لمواجهة هذه «الكارثة الإنسانية»، داعية إلى فك الحصار عن «الفاشر» فورًا وإرسال مواد غذائية عاجلة عبر الإسقاط الجوي، ومُشددة على ضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات وإجلاء المصابين، وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة للمراكز الصحية المتبقية في الخدمة.
السودان.. هجوم لقوات الدعم السريع على الفاشر والجيش يُعلن صدُّه
في مشهد يُعيد للأذهان أعنف فصول الحرب، اهتزّت مدينة «الفاشر»، غربي السودان، على وقع هجوم عنيف شنّته «قوات الدعم السريع». لكن الجيش السوداني، الذي بدا مُستنفرًا، أعلن صدّ الهجوم، في تصعيد جديد يُنذر بمزيد من الدماء والدمار في دارفور المنكوبة.
هجوم عنيف على الفاشر
وفي هذا الصدد، أعلن «الجيش السوداني»، صد «هجوم عنيف» شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر غربي السودان.
وقالت الفرقة السادسة مشاة بالجيش في بيان صحفي: إنها «تمكنت من صد هجوم عنيف شنّته المليشيا على مدينة الفاشر عند الساعة الرابعة صباحا» (02:00 بتوقيت غرينتش)، مُوضحة أن «قوات الدعم نفذت الهجوم من محورين، هما المحور الجنوبي باتجاه السلاح الطبي، والمحور الشمالي باتجاه مستشفى (اقرأ)، باستخدام المشاة والمركبات القتالية ودبابتين تحت غطاء من القصف بالأسلحة الثقيلة».
خسائر فادحة للدعم السريع
وتابعت الفرقة: «تصدت قواتنا لهم ببسالة، وألحقت بهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث تم تدمير دبابة للعدو بطاقمها الحربي وعدد من المركبات القتالية، بينما هلك أكثر من مائة من عناصر المليشيا، وأُصيب آخرون».
وتتصاعد وتيرة المواجهات العسكرية بين «الجيش السوداني وقوات الدعم السريع» في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان.
السودان يشهد مجزرة جديدة.. 17 قتيلًا بقصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على الفاشر
على أرض «الفاشر» التي ارتوت بدماء الأبرياء، ارتفعت أصوات الرصاص والقصف المدفعي مُجددًا، مُسجّلةً مجزرة جديدة بضحايا مدنيين لا حول لهم ولا قوة، بينما ينزف «السودان» جرحه العميق بلا هوادة.
استهداف المدنيين في الفاشر
وفي هذا الصدد، قُتل (17) شخصًا وأُصيب (30) آخرون جراء قصف مدفعي عنيف شنته «قوات الدعم السريع» على أجزاء واسعة من مدينة «الفاشر» شمل أحياء سكنية ومراكز إيواء نازحين وأسواقا فضلًا عن المستشفى السعودي
وشهدت عاصمة ولاية شمال «درافور» يومًا داميًا، إذ استيقظ السكان منذ فجر أمس (الجمعة) على دوي انفجارات قوية نتيجة القصف المدفعي الكثيف وأصوات الرصاص بصورة لم يسبق أن شهدتها المدينة من قبل.
الفاشر تحت القصف المُستمر
وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن «المدينة باتت عبارة عن مشرحة مفتوحة جراء القصف المتتالي بالمدفعية الثقيلة منذ فجر الجمعة».
وقالت «التنسيقية» في بيان على منصة «فيسبوك»: إن «القصف كان عنيفًا ومُتعمدًا وعشوائيًا استهدف المنازل والأسواق والمستشفيات ومراكز إيواء النازحين وغيرها دون تمييز»، مُضيفة: «ظلت القذائف تنهمر كما المطر لا تفرق بين طفل نائم أو أم تتوسل للسماء أن يحمي الله أبناءها، إذ تملأ رائحة الموت الشوارع».
السودان.. حالة طوارئ صحية في «دارفور» بسبب تفشي الكوليرا
من ناحية أخرى، يشهد إقليم «دارفور» غرب السودان، حالة طوارئ صحية بعد تفشي وباء «الكوليرا» الذي يُهدد حياة آلاف السكان، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة ونقص الخدمات الطبية الضرورية.