تركيا تُحمّل إسرائيل مسؤولية خرق وقف إطلاق النار في غزة
بينما تتصاعد ألسنة اللهب في «غزة» ويزداد الوضع الإنساني تعقيدًا، اتخذت «تركيا» موقفًا قويًا ضد «التصعيد الإسرائيلي» الأخير، مُحمّلةً إياها مسؤولية «خرق وقف إطلاق النار». هذا التصعيد ليس مُجرد خرق للهدنة، بل هو تأكيد آخر على المُعاناة المُستمرة التي يُواجهها أبناء غزة في ظل صمت المجتمع الدولي.
وفي التفاصيل، أصدرت «وزارة الخارجية التركية»، بيانًا رسميًا بشأن التصعيد الإسرائيلي الأخير في «قطاع غزة»، أكدت فيه أن الهجمات تعتبر «انتهاكًا واضحًا لوقف إطلاق النار».
تركيا تُدين الهجمات الإسرائيلية
وقالت الوزارة في بيان: «تعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة انتهاكًا واضحًا لوقف إطلاق النار. نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تُفيد بسقوط ضحايا مدنيين نتيجةً لهذه الهجمات».
وأكد البيان، أن «الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار أمر حيويٌ للحفاظ على أمل السلام الدائم وإرساء الأمن الإقليمي»، مُجددًا الدعوة «لإسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار والامتناع عن أي أعمال تُقوض السلام والاستقرار».
تركيا تُؤكّد دعمها للفلسطينيين
واختتم البيان بالتأكيد على أن «تركيا ستُحافظ على تضامنها مع الشعب الفلسطيني، وستُواصل دعم الجهود المبذولة لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة».
وقصف «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، مساء أمس الثلاثاء، مواقع في قطاع غزة بزعم الرد على ما وصفها بـ«خروقات من جانب حركة حماس»، وذلك في ظل المزاعم الإسرائيلية بشأن سلسلة أحداث ميدانية في رفح ومناطق أخرى من القطاع.
مجزرة جديدة في غزة.. مقتل 37 فلسطينيًا بينهم 16 طفلاً تحت القصف الإسرائيلي
في مشهد يتكرر مع كل تصعيد، تُواصل «الغارات الإسرائيلية» حصد أرواح الأبرياء في غزة. في مجزرة جديدة، سقط (37) فلسطينيًا، بينهم (16) طفلًا، جراء القصف العنيف الذي استهدف منازل المدنيين. دماء الأطفال، وصرخات الأمهات، ومنازل مُدمّرة، كلها مشاهد تُؤكّد استمرار العنف والإجرام في حق أبناء غزة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في أرض تغرق في الحروب. إنها مأساة إنسانية جديدة تُسجّل في تاريخ الصراع.
دماء غزة تستمر
وفي التفاصيل، أعلنت مصادر طبية، مقتل (37) فلسطينيًا بينهم (16) طفلًا في الغارات الإسرائيلية «المتواصلة» على منازل في مناطق عدة بقطاع غزة، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، في أنباء عاجلة، اليوم الأربعاء.
ويشهد «قطاع غزة» تصعيدًا إسرائيليًا واسعًا، تخلله قصف جوي ومدفعي على مناطق مُتفرقة من القطاع، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
ففي مدينة «رفح» جنوبي القطاع، شن طيران الإسرائيلي غارات عدة، تزامنت مع إطلاق قذائف من البوارج الحربية الإسرائيلية باتجاه الساحل الجنوبي لمواصي رفح، بالتزامن مع دخول شاحنات المساعدات من محور فيلادلفيا. كما أطلقت القوات الإسرائيلية قنابل إنارة في سماء المدينة.
غزة تحت القصف المدفعي
وفي وسط القطاع، تعرّضت مناطق دير البلح والنصيرات والزوايدة لقصف عنيف من الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل (3) مواطنين فلسطينيين من عائلة «البنا» في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة، بالإضافة إلى استهداف خيمة تؤوي نازحين غرب بلدة الزوايدة، أسفر عن إصابتين على الأقل.
كما أفادت مصادر محلية بأن (5) أشخاص، بينهم طفلان وامرأة، قتلوا في قصف مركبة مدنية في شارع القسام بخان يونس، حيث أكّدت طواقم الدفاع المدني أن من بين الضحايا سائق المركبة وزوجته وطفلهما.
وفي «خان يونس» أيضًا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلًا لعائلة «القدرة» في حي الأمل، ما أدى إلى مقتل الطفل «كريم حازم القدرة»، و«حاتم ماهر القدرة»، فيما تُواصل طواقم الدفاع المدني جهودها لانتشال العالقين تحت الأنقاض رغم نقص الإمكانات واستمرار القصف.
قصف مُتجدد على الشجاعية
وفي مدينة غزة، تجددت الغارات الإسرائيلية على المناطق الشمالية والشرقية، خصوصًا في حي الشجاعية وحي الصبرة، فيما وثق قصف مدفعي مكثف شرق المدينة.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، قد أكد مساء أمس الثلاثاء، أن القيادة العسكرية تلقت تعليمات بـ«شن ضربات قوية على غزة فورًا»، وذلك بعد استكمال المشاورات الأمنية. وجاء ذلك بعد تأكيد «نتنياهو» أن إسرائيل سترد بعدما سلمتها حركة «حماس» رفاتًا بشريًا لا يعود لأسرى إسرائيليين مفقودين، وهو ما تعتبره تل أبيب انتهاكًا لوقف إطلاق النار في غزة.
ترامب يتوعد نتنياهو بـ«عواقب وخيمة» حال إفشال اتفاق غزة
في ظل تصاعد الضغط الدولي، تظهر «واشنطن» على الساحة كعنصر «محوري» في تحديد مصير «اتفاق غزة»، حيث تُدير «إدارة ترامب» الملف بحذر، مُحذّرة من تداعيات «سلبية» في حال فشل الاتفاق. هذا التصعيد يزيد من الضغط على رئيس حكومة الاحتلال «نتنياهو»، الذي يجد نفسه بين شريكه التقليدي في أمريكا وتحديات الواقع المحلي.

