مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقبات تواجه خطة ترمب لتمويل إعمار غزة عبر دول الخليج

نشر
الأمصار

ذكرت وكالة بلومبرغ الأمريكية أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتمويل عملية إعادة إعمار قطاع غزة عبر مساهمات خليجية تواجه عقبات سياسية واقتصادية قد تعرقل تنفيذها في المدى القريب، رغم الوعود التي أطلقها البيت الأبيض بحشد نحو 70 مليار دولار لإعادة إعمار القطاع الذي دُمّر خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عامين ضد حركة "حماس".

وأوضحت الوكالة أن ترمب، خلال خطابه الأخير أمام الكنيست الإسرائيلي، شكر الدول العربية والإسلامية على "تعهّدها بمبالغ هائلة" لدعم إعمار غزة، إلا أن الواقع المالي والسياسي في السعودية والإمارات وقطر يُظهر أن الحصول على تلك الأموال لن يكون مهمة سهلة.

ففي المملكة العربية السعودية، التي لعبت دوراً محورياً في جهود وقف إطلاق النار، تواجه الحكومة ضغوطاً مالية متزايدة نتيجة تراجع أسعار النفط بأكثر من 10% هذا العام، مما دفعها إلى تقليص بعض مشاريع رؤية 2030 وخفض المنح الخارجية. وبحسب المعلق السعودي المقرب من الديوان الملكي علي الشهابي، فإن "الرياض باتت أكثر حذراً في توقيع شيكات على بياض بعد عقود من سوء استخدام المساعدات".

أما الإمارات العربية المتحدة، فترهن مساهمتها المالية بتوفر وضوح سياسي وأمني حول مستقبل غزة، ونزع سلاح "حماس"، وإجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، وفق تصريحات أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وأكد مسؤولون إماراتيون أن أبوظبي لن تضخ أي أموال قبل ضمان "استقرار طويل الأمد" في القطاع.

وفي المقابل، تركز دولة قطر، التي لعبت دور الوسيط الأبرز في مفاوضات وقف إطلاق النار، على ضمان تنفيذ إسرائيل لتعهداتها ضمن خطة السلام قبل البدء في التمويل، بحسب مصادر قريبة من الموقف القطري. وترى الدوحة أن استبعاد "حماس" تماماً من المشهد الفلسطيني ليس واقعياً، وتقترح إدماجها ضمن كيان سياسي خاضع للإصلاح.

إلى جانب ذلك، أشارت بلومبرغ إلى أن مصر تستعد لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل، حيث تؤكد القاهرة على دور الشركات المصرية في تنفيذ المشاريع، خصوصاً في مجالات الطاقة والغاز والبنية التحتية. ويرى إبراهيم سيف، وزير التخطيط الأردني الأسبق، أن تردد الدول الخليجية في التمويل مفهوم في ظل غياب رؤية واضحة لما إذا كانت الخطة تهدف إلى "إعادة بناء ما تهدم فقط، أم إنشاء بنية تنموية متكاملة تشمل الموانئ والكهرباء والصرف الصحي والمياه".

وأكد خبراء السياسة في مجموعة الأزمات الدولية أن الدول الخليجية تتفق على عدم ضخ أموال قبل التأكد من أن "ما حدث لن يتكرر"، أي ضمان عدم استئناف الحرب وعدم قيام حماس بأي هجمات جديدة ضد إسرائيل.

بهذه المعطيات، تبدو خطة ترمب لإعادة إعمار غزة مرهونة بمدى قدرة الإدارة الأمريكية على توفير ضمانات سياسية وأمنية للدول المانحة، وتحويل التعهدات النظرية إلى التزامات مالية حقيقية على الأرض.