توتر أمريكي إسرائيلي بعد تصريحات نتنياهو حول رفح.. وحماس تندد بالقرار
دخلت الأزمة الإنسانية والسياسية في قطاع غزة مرحلة جديدة من التعقيد، بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع فتح معبر رفح "حتى إشعار آخر"، وهو القرار الذي أثار غضبًا فلسطينيًا واسعًا وتوترًا بين واشنطن وتل أبيب، وسط تحركات أمريكية مكثفة لتثبيت التهدئة وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
تفاصيل منع فتح معبر رفح:
ففي أول رد فلسطيني، اعتبرت حركة حماس قرار نتنياهو خرقًا فاضحًا لبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الوسطاء الإقليميين والدوليين، مؤكدة في بيان رسمي أن الاحتلال يتنكر لالتزاماته أمام الوسطاء والجهات الضامنة.
وطالبت الحركة الوسطاء الدوليين بالتحرك العاجل للضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح فورًا، محذّرة من أن استمرار إغلاق المعبر ومنع دخول فرق الإنقاذ والمعدات سيؤدي إلى تأخير انتشال وتسليم الجثث، ويُفاقم الأزمة الإنسانية داخل القطاع.
وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تفاصيل جديدة تشير إلى عدم رضا الإدارة الأمريكية عن تصريحات نتنياهو، حيث نقلت عن مصدر مطلع أن واشنطن اعتبرت قرار منع فتح المعبر خطوة ضارة بالجهود السياسية والإنسانية الجارية في غزة.

وقالت القناة إن مسؤولين أمريكيين أبلغوا تل أبيب بوضوح أن الولايات المتحدة لن تسمح بتقليص المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مشيرين إلى أن الإدارة الأمريكية ستنخرط بعمق في كل ما سيجري في غزة خلال المرحلة المقبلة.
وأضافت القناة أن المبعوثين الأمريكيين ويتكوف وكوشنر سيبدآن زيارة رسمية لإسرائيل خلال الأيام القادمة، تتضمن لقاءات مع مسؤولين أمنيين وسياسيين لبحث الملفات الحساسة في القطاع، وعلى رأسها مواصلة البحث عن جثث الرهائن الإسرائيليين، وصياغة خطة لنزع سلاح حركة حماس.
كما أشارت القناة إلى أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل السماح لفريق تركي متخصص بالمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ داخل غزة، في إطار جهود التنسيق الدولي للملفات الإنسانية.

وتابعت القناة أن الوفد الأمريكي سيركز خلال الزيارة على إنشاء "قوة استقرار دولية" في غزة لضمان أمن الحدود، بالإضافة إلى مشروع "رفح الجديدة" الذي تسعى واشنطن لتطبيقه كنموذج لمنطقة مدنية خالية من حكم حماس، ضمن خطة أوسع لإعادة إعمار القطاع بإشراف دولي.
ويرى محللون أن هذه التطورات تعكس تحولًا مهمًا في الموقف الأمريكي الذي يسعى إلى الإمساك بخيوط المرحلة القادمة في غزة، وسط تزايد الخلافات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن طريقة إدارة ما بعد الحرب، والالتزام بالاتفاقات التي تضمن دخول المساعدات الإنسانية واستمرار التهدئة.
اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بارتكاب "خرق فاضح" لبنود الاتفاق المبرم برعاية دولية، بعد قراره منع فتح معبر رفح حتى إشعار آخر، معتبرة أن هذا القرار يمثل تنكرًا واضحًا لالتزامات إسرائيل أمام الوسطاء.
بيان حركة المقاومة الإسلامية "حماس":

وأكدت الحركة، في بيانٍ صحفي أوردته قناة الجزيرة، أنها طالبت الوسطاء والجهات الضامنة بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل إعادة فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، وإلزام تل أبيب بتنفيذ جميع بنود الاتفاق دون استثناء.
وحذّرت "حماس" من أن استمرار إغلاق المعبر ومنع دخول معدات البحث والإنقاذ والفرق المختصة، سيؤدي إلى تأخير عمليات انتشال وتسليم جثث الضحايا، مشددة على أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تمثل تصعيدًا إنسانيًا خطيرًا يُهدد جهود الاستقرار ويفاقم معاناة المدنيين في قطاع غزة.
أعلنت حركة حماس، الاثنين، أنها ستسلم جثمان رهينة إسرائيلية عند الساعة الثامنة مساءً، في خطوة تأتي وسط جهود دبلوماسية مكثفة لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكد مصدر مطلع على المفاوضات أن وفدًا رفيع المستوى من حركة حماس، برئاسة القيادي خليل الحية، وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة للقاء مسؤولين من جمهورية مصر العربية ودولة قطر، لبحث آليات تثبيت الهدنة الحالية ووقف التصعيد بين الحركة وإسرائيل.

