شريحة "بريما".. إنجاز علمي يعيد الأمل للمكفوفين بإعادة البصر بتقنيات الذكاء الاصطناعي

في تطور علمي يُعد ثورة في مجال طب العيون، نجح علماء بريطانيون في ابتكار شريحة إلكترونية دقيقة تُزرع داخل العين، تعيد الأمل لملايين الأشخاص الذين فقدوا بصرهم لسنوات طويلة، بعد أن ظنوا أن النور لن يعود إليهم مجددًا.
دمج الذكاء الاصطناعي بنظارات الواقع المعزز
التقنية الجديدة التي أُطلق عليها اسم "بريما" (PRIMA) تعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي بنظارات الواقع المعزز، وتعمل على تحفيز العصب البصري واستعادة الرؤية تدريجيًا، حيث تمكن المرضى من تمييز الحروف والأرقام والأشكال بعد فترة قصيرة من زراعتها.
وفي حديثه لقناة القاهرة الإخبارية من دبي، أوضح البروفيسور مهند الأنصاري أن الشريحة لا يتجاوز حجمها 2 مليمتر فقط، وتُزرع تحت الشبكية بدقة عالية عبر جراحة روبوتية موجهة بالذكاء الاصطناعي والليزر، مما يسمح بتحديد الموقع الأنسب للزرع وتجنب المضاعفات المحتملة.
وأضاف الأنصاري أن عمليات الزراعة التقليدية للشبكية كانت معقدة وتتطلب توافر متبرعين، بينما مكّنت هذه التقنية الأطباء من تجاوز تلك الصعوبات باستخدام شريحة إلكترونية تعمل كمحاكي للشبكية التالفة.
وأشار إلى أن 35 مريضًا من أربع دول بينها بريطانيا، إيطاليا، والدنمارك خضعوا بالفعل لهذه التجربة، وتمكن بعضهم من استعادة البصر بعد أكثر من 15 إلى 20 عامًا من العمى الكامل، واستطاعوا قراءة خمسة أسطر من اختبار النظر القياسي.

وحول سلامة الشريحة، أوضح الأنصاري أن صغر حجمها واستخدام مواد بوليمرية خاصة يجعل الجسم أقل عرضة لرفضها، مؤكدًا أنها تُعد من الأجهزة طويلة الأمد ويمكن استبدالها بعد خمس إلى ست سنوات عند الحاجة.
وتعمل الشريحة عبر التقاط الصور بواسطة نظارات الواقع المعزز، ثم تحويلها إلى نبضات كهربائية تنتقل إلى العصب البصري ومنها إلى القشرة البصرية في الدماغ، ليتم تفسيرها وتحويلها إلى صور مرئية.
ووصف الأنصاري الابتكار بأنه "مزج بين ثلاث ثورات علمية: الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز، والطب الجراحي الدقيق"، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تعيد تعريف مفهوم الإعاقة البصرية في المستقبل القريب.

واختتم موضحًا أن المرحلة المقبلة ستركّز على توسيع التجارب السريرية وتدريب الجراحين على التقنيات الجديدة، مع متابعة المرضى على المدى الطويل لقياس مدى استقرار الرؤية وكفاءة الشريحة.
إنجاز علمي جديد يفتح باب الأمل واسعًا أمام من فقدوا نعمة البصر، ويمهد لمرحلة غير مسبوقة في العلاقة بين التكنولوجيا والجسم البشري.