تونس تدعو إلى إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل

جددت تونس موقفها الثابت الداعي إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية تمامًا من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، مشيرة إلى أن تحقيق الأمن والسلم الدوليين لن يتحقق إلا عبر الالتزام الجماعي بنزع السلاح، وتعزيز التعاون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وأكدت البعثة الدائمة لتونس لدى الأمم المتحدة في نيويورك، خلال مشاركتها في أعمال اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإنهاء سباق التسلح النووي الذي يهدد أمن واستقرار العالم، محذّرة من أن استمرار انتشار هذه الأسلحة في بعض المناطق، وعلى رأسها الشرق الأوسط، يشكل خطرًا دائمًا على الإنسانية.

وقالت البعثة في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، ونقلته وكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) اليوم الخميس، إن بلادها تؤمن بضرورة تعزيز العمل متعدد الأطراف كسبيل وحيد للتوصل إلى نزع شامل وكامل للأسلحة النووية، داعية إلى استثمار موارد الدول في مجالات السلم والتنمية بدلاً من الإنفاق العسكري المفرط.
كما عبّرت تونس عن قلقها من تراجع ميزانيات حفظ السلام والتنمية المستدامة في ظل استمرار تصاعد ميزانيات التسلح حول العالم، مؤكدة أن الأمن الحقيقي لا يتحقق بامتلاك السلاح، بل عبر تحقيق العدالة والتنمية ومكافحة الفقر والنزاعات.
وشددت البعثة التونسية على أهمية ضمان حق الدول النامية في الاستفادة من التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، مثل توليد الطاقة النظيفة والبحث العلمي والطب، مع الالتزام بالضوابط الدولية التي تضمن عدم استخدام هذه القدرات لأغراض عسكرية.
كما دعت المجتمع الدولي إلى تنفيذ الالتزامات المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وهو مطلب عربي قديم تدعمه تونس منذ عقود في المحافل الدولية.
وأشارت البعثة إلى أن الوقت قد حان لتتحمل الدول النووية مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية، من خلال الحد من إنتاج وتخزين واختبار الأسلحة النووية، ووقف سباقات التسلح التي تهدد الأمن العالمي. كما شددت على أن التزام تونس بنزع السلاح ينبع من إيمانها بدور الأمم المتحدة في حماية السلم والأمن الدوليين، مؤكدة أن تحقيق عالم خالٍ من السلاح النووي هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.
وفي ختام كلمتها، جددت تونس دعوتها إلى التحول من منطق القوة إلى منطق الحوار والتفاهم، وإلى توجيه الجهود نحو دعم التنمية والتعاون الإنساني، باعتبارهما الركيزة الأساسية لبناء سلام دائم في الشرق الأوسط والعالم.