وفاة مستثمر أوكراني تهز عالم العملات الرقمية

أعلنت السلطات الأوكرانية، أمس الخميس، وفاة المستثمر والمؤثر الرقمي المعروف كونستانتين كودو جانيش، البالغ من العمر 32 عامًا، في حادث صادم هز مجتمع العملات الرقمية العالمي. 

ووفق التحقيقات الأولية، تم العثور على جانيش مقتولًا داخل سيارته «لامبورغيني» في حي أوبولون بالعاصمة كييف، وقد أصيب بطلق ناري في الرأس، فيما وُجد السلاح بجانبه وهو مسجل باسمه، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت وفاته انتحارًا أم جريمة مخططة.

ويُعتبر كودو من أبرز الأسماء في مجال الاستثمار الرقمي والتداول في العملات المشفرة، حيث اشتهر عبر منصات التواصل الاجتماعي بفيديوهاته التعليمية وتحليلاته الاقتصادية، التي جذبت آلاف المتابعين حول العالم. وكان يُلقب بـ«ملك التحليلات الرقمية» بفضل قدرته على تفسير تحركات السوق وتقديم نصائح للمستثمرين الصغار والكبار على حد سواء.

وتأتي وفاة كودو في وقت حرج جدًا لأسواق العملات الرقمية، إذ شهدت خسائر هائلة بلغت أكثر من 19 مليار دولار في يوم واحد فقط، نتيجة التصريحات التصعيدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الصين، وهو ما أثار حالة من الذعر في الأسواق العالمية، لا سيما في قطاع الكريبتو الذي يتأثر بسرعة بالأحداث الاقتصادية والسياسية الدولية.

وكشفت مصادر مقربة من المستثمر الأوكراني أن كودو كان يعاني مؤخرًا من أزمة مالية خانقة بعد تراجع سوق العملات الرقمية، حيث تكبد خسائر كبيرة قد تجاوزت 30 مليون دولار من أموال المستثمرين الذين أوكلوا إليه إدارة أصولهم، مما أدى إلى ضغوط نفسية كبيرة. وكان كودو معروفًا بأسلوب حياته الفخم، حيث امتلك عدة سيارات فارهة، بينها السيارة التي وُجد مقتولًا فيها، وقد أثار تصريح سابق له بأنه «كسب المال في الكريبتو لا يتطلب جهدًا كبيرًا» جدلاً واسعًا بعد الحادث.

ورغم أن المؤشرات الأولية تشير لاحتمال انتحاره، إلا أن الشرطة الأوكرانية لم تستبعد فرضيات أخرى، وما تزال التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت هناك دوافع جنائية وراء وفاته، خاصة في ظل الخسائر المالية الكبيرة والمستثمرين المتأثرين.

من جانبهم، طالب متابعو العملات الرقمية حول العالم بتوضيح رسمي وشفاف حول ملابسات الحادث، معربين عن حزنهم العميق لفقدان شخصية ألهمت جيلًا كاملًا من المستثمرين الرقميين، وأثرت على قطاع الاستثمار الرقمي في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن وفاة كودو قد تُشكل صدمة معنوية قوية للمستثمرين الصغار والمتوسطين الذين يعتمدون على التحليلات الرقمية في اتخاذ قراراتهم المالية.