د. رائد العزاوي يكتب: قمة شرم الشيخ.. قمة التحديات والمتغيرات في المنطقة

يعد اجتماع القادة في شرم الشيخ هولاء الباحثون عن تغير شكل المنطقة الساعون إلى بناء سلام حقيقي نحن جميعا بأمس الحاجة إليه، سيكون نقطة تحول في الشرق الأوسط.
عملت الولايات المتحدة ومن خلال الرئيس ترامب إلى الضغط على كافه الأطراف المتصارعة، لوقف الحرب في غزة وإنهاء أزمة المحتجزين والأسرى وبدء خطوات حقيقة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للعيش والعمل إلى جوار الجميع، أمر أصبح ضرورة ملحة لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية الشاملة في المنطقة.
وبالنسبة لقضية إيران على الهامش ورغم أنها منحت فرصة لأن تنخرط في هذا المشروع، لكن صانع القرار السياسي ( مكتب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي) فوت هذا الفرصة التي كان بالامكان أن تنهي ملف إيران إلى الأبد ، وهو امر عبر عنه الرئيس ترمب في خطابه بالكنيست حيث قال " ليس امام إيران إلى التفاوض " وهي اشارة واضحة إلى ان كل دول المنطقة لا ترغب في ايران ما قبل وبعد 7 أكتوبر
ليس هذا فحسب وإنما هناك حاجة لان يعيش الشعب الفلسطيني في سلام وهو حاجة ملحة وضرورة وليس رفاهية.
في الجانب الأخر فان استضافة مصر لقمة شرم الشيخ في هذا التوقيت المهم رسخ مفهوم أن مصر دولة ارتكاز في منطقة الشرق الاوسط، ومصر امتلكت كل مقومات النجاح في وقف حرب غزة.
وهذا لا يقلل دور قطر التي لعبت دورا كبيرا في نجاح المفاوضات وتحملت دولة قطر المسؤولية الكاملة في التعامل مع التحديات التي أفرزتها الأزمة الأخيرة.
ولا يمكن تجاهل دور الأردن ومصر في وقف تهجير أبناء غزة، حيث لعبت كلا الدولتين الدور الأكبر في وئد هذه الفكرة.
وايضاً الدور السعودي الذي شكل عبر الدبلوماسية الناجزة فكرة اقامة دولة فلسطينية ونجاحت السعودية باعتراف دولي كبير بدولة فلسطين وهو اعتراف ليس بدولة بقدر ما هو اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة التي تليق بهذا الشعب الذي تحمل الكثير.
لابد أيضا أن نعترف بدور تركيا الذي ساهم في إقناع حماس بضرورة وقف اطلاق النار وانهاء الحرب، وكان للدبلوماسية التركية دور كبير لا يمكن تجاهله.
أما عن الدور العراقي، فوجود العراق في القمة إذا حضر لا يعد واذا غاب لا يذكر، وللأسف هذا بسبب قصر نظر كبير لدى صانع القرار السياسي وتخبط واضح وكبير في التعامل مع المواقف والمتغيرات السياسية في المنطقة
ستبقى قمة شرم الشيخ نقطة تحول كبيرة في منطقة الشرق الاوسط والعالم.