الدفاع المدني الفلسطيني: أكثر من 10 آلاف مفقود في غزة منذ بدء الحرب

أكد الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، اليوم السبت، أن عدد المفقودين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر عام 2023 تجاوز 10 آلاف شخص، مشيراً إلى أن معظمهم ما زالوا تحت الأنقاض نتيجة الدمار الواسع الذي لحق بالمنازل والمباني السكنية.
وقال محمود بصل، المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني الفلسطيني، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، إن فرق الإنقاذ لا تزال غير قادرة على الوصول إلى آلاف الجثامين العالقة بسبب تواصل وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في بعض المناطق، أو نتيجة نقص المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام. وأوضح أن هذه الفرق بانتظار استكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق المتفق عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، حتى تتمكن من تنفيذ مهامها الإنسانية والبحث عن المفقودين وانتشال جثامين الشهداء.
وأشار بصل إلى أن حجم الدمار غير مسبوق، إذ دُمّرت آلاف الوحدات السكنية بشكل كامل، ما تسبب في دفن عائلات بأكملها تحت الأنقاض. وأضاف أن طول مدة بقاء الجثامين تحت الركام أدى إلى تحللها وصعوبة التعرف عليها، ما يجعل مهمة طواقم الدفاع المدني أكثر تعقيداً في المرحلة المقبلة.
وأوضح المتحدث أنه خلال اليوم الأول من انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من بعض مناطق القطاع، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 140 جثماناً، بينهم أكثر من 60 في مدينة غزة وحدها، فيما لا تزال فرق البحث تتلقى بلاغات يومية عن مواقع يُعتقد بوجود رفات تحتها. وأضاف أن غياب الإمكانيات التقنية والمعدات المتخصصة يعيق الوصول إلى عدد كبير من المواقع المنكوبة.

وذكر بصل أن طواقم الدفاع المدني نفذت خلال 24 ساعة من بدء الهدنة أكثر من 850 عملية إنقاذ وإغاثة شملت إزالة أنقاض وتأمين مناطق مهددة بالانهيار، إلى جانب انتشال عشرات الجثامين.
لكنه أكد أن المقرات الرئيسة للدفاع المدني دُمّرت بالكامل، وأن العديد من العاملين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم الإنساني.
وكشف أن العدوان الإسرائيلي استهدف بشكل ممنهج الكوادر الإنسانية والخدمية، حيث استُشهد أكثر من 1,670 من أفراد الطواقم الطبية، و140 من عناصر الدفاع المدني، إضافة إلى أكثر من 1,000 من رجال الشرطة المدنية أثناء عمليات الإنقاذ وتأمين المساعدات. كما فقدت البلديات والمؤسسات الإغاثية المئات من موظفيها بسبب القصف المتكرر.
وأشار بصل إلى أن الوضع الإنساني في غزة متدهور للغاية، مع انهيار شبه كامل للبنية الصحية والخدمات البلدية، مبيناً أن المستشفيات والمرافق الطبية خرجت عن الخدمة نتيجة القصف ونقص الإمدادات. وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بضرورة التحرك العاجل لإدخال المعدات الطبية والإنقاذية، ودعم الكوادر العاملة في الميدان لإنقاذ ما تبقى من الأرواح العالقة تحت الأنقاض.
واختتم المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني حديثه بالتأكيد على أن غزة تعيش كارثة إنسانية شاملة تتطلب تدخلاً فورياً من المجتمع الدولي، مشدداً على أن الجهود المحلية وحدها لم تعد كافية لمواجهة حجم الدمار والمعاناة الإنسانية المتزايدة.