مجزرة جديدة في الفاشر.. 60 قتيلاً بهجوم للدعم السريع على مخيم نازحين

لقي ما لا يقل عن 60 شخصًا مصرعهم، اليوم السبت، في هجوم مروع شنّته قوات الدعم السريع السودانية بطائرة مسيّرة على مخيم للنازحين في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ تصاعد النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ووفقًا لوكالة رويترز، فإن الهجوم استهدف مركز إيواء للمدنيين داخل أحد أحياء المدينة المكتظة بالنازحين، الذين فرّوا من مناطق القتال المستمر منذ أكثر من عام ونصف. وتحدثت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر – وهي مجموعة محلية تُعنى بتوثيق انتهاكات الحرب – في بيان رسمي عن أن قوات الدعم السريع قصفت مركز إيواء بحي درجة مرتين خلال اليوم نفسه، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

وأوضح البيان أن العديد من الجثث لا تزال عالقة داخل خنادق حفرت مسبقًا للحماية من القصف الجوي، فيما تواجه فرق الإنقاذ المحلية صعوبة في انتشال الضحايا بسبب استمرار تحليق الطائرات المسيّرة فوق المنطقة. وأشار ناشطون إلى أن القصف استهدف مناطق مدنية بالكامل، دون وجود أي مواقع عسكرية للجيش السوداني في محيط المخيم.
ويأتي هذا الهجوم بعد أيام من تقارير أممية حذّرت من كارثة إنسانية متصاعدة في إقليم دارفور، حيث يواجه مئات الآلاف من المدنيين خطر الجوع والعنف والنزوح المتكرر. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 9 ملايين سوداني نزحوا داخليًا منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، وهو أكبر عدد من النازحين في العالم حاليًا.
وكان الجيش السوداني قد تمكن أواخر سبتمبر الماضي من كسر الحصار الجوي المفروض على مدينة الفاشر، عبر إسقاط مساعدات غذائية وطبية من الجو في عملية هي الأولى من نوعها منذ شهور. إلا أن الوضع الإنساني ما زال بالغ السوء، في ظل انقطاع الإمدادات وغياب الخدمات الطبية الأساسية.
ويُعتبر الهجوم الأخير مؤشرًا على تصاعد أعمال العنف ضد المدنيين في مناطق النزاع، رغم النداءات الدولية المتكررة لوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية آمنة. كما يأتي في وقت تتكثف فيه الجهود الإقليمية والدولية، بقيادة الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والسعودية، لاستئناف المفاوضات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، دون تحقيق تقدم ملموس حتى الآن.
ويرى مراقبون أن استمرار القصف العشوائي على المدن، وخصوصًا الفاشر، ينذر بتفاقم الأزمة الإنسانية وتفكك البنية المجتمعية في دارفور، وسط غياب أفق واضح للحل السياسي، وتزايد معاناة المدنيين العالقين بين نيران طرفي الصراع.