تونس.. حكم بالإعدام لمواطن انتقد الرئيس يثير جدلاً واسعاً

أثار حكم بالإعدام صدر عن محكمة نابل التونسية بحق المواطن صابر شوشان، البالغ من العمر 56 عامًا، جدلاً واسعًا في تونس، بعد إدانته بنشر ومشاركة تدوينات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تنتقد الرئيس قيس سعيد.
ووجهت المحكمة للمواطن تهمتين، الأولى تتعلق بـ"إهانة الرئيس"، والثانية تتعلق بـ"الاعتداء على أمن الدولة". واعتبر هذا الحكم خطوة لافتة في المشهد القضائي التونسي، ما أثار موجة من ردود الفعل السياسية والحقوقية في البلاد.
وقال محامي المتهم، أسامة بوثلجة، إنه تقدم بطلب للطعن في الحكم، مؤكدًا أن موكله ليس ناشطًا سياسيًا وإنما مواطن عادي محدود التعليم، ويعيد نشر التدوينات على حسابه الشخصي فقط.
وانتقد النائب البرلماني بدر الدين القمودي الحكم، واصفًا إياه بأنه "عمل سياسي يستهدف الإساءة لتونس وجزء من مؤامرة". بالمقابل، دعت حركة "تونس إلى الأمام"، المؤيدة للرئيس قيس سعيد، إلى فتح تحقيق فوري في حيثيات إصدار الحكم، مشيرة إلى أن الحكم يمثل سابقة في تاريخ القضاء التونسي ويستدعي إجراءات عاجلة.

كما رفض حزب الديمقراطيين الموحد (الوطد) هذا القرار، بينما اعتبر الصحافي والمحلل السياسي وسام حمدي أن الحكم يهدف إلى "صناعة الخوف وإرهاب الرأي العام لمنع أي انتقاد مستقبلي".
وأشار رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، بسام الطريفي، إلى أن المتهم "عامل يومي ولديه ثلاثة أطفال ومحدود التعليم، ولا تتجاوز متابعات صفحته على فيسبوك ستة أشخاص فقط"، مؤكدًا أن قضايا الإرهاب لم تشمل هذه الحالة، وهو ما دفع قطب مكافحة الإرهاب للتخلي عن القضية.
ويُذكر أن هذا الحكم ابتدائي، ويمكن الطعن فيه واستئنافه وفق الإجراءات القانونية التونسية، ويأتي في وقت تسعى فيه الحكومة إلى حل ملفات اقتصادية واجتماعية عالقة، بما في ذلك إدارة الشركات الأهلية التي أنشأتها لتخفيف حدّة الأزمة الاقتصادية.
يعكس هذا الحكم أزمة حساسة بين حرية التعبير من جهة، والضغوط السياسية والقضائية من جهة أخرى، ما يضع تونس أمام تحدٍ في موازنة حقوق المواطنين مع الضوابط القانونية المعمول بها.
تونس تبحث مع الاتحاد الأوروبي ميثاق المتوسط
بحث وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي مع المفوضة الأوروبية المكلفة بشؤون البحر الأبيض المتوسط دوبرافكا شويكا، سبل تعزيز التعاون الثنائي بين تونس والاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات الاقتصاد، الطاقة، الثقافة، والهجرة.