أمريكا وفنزويلا على حافة الانفجار.. تحركات عسكرية ومؤشرات لمواجهة محتملة في الكاريبي

تشهد منطقة الكاريبي توتراً متصاعداً ينذر باندلاع مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة الأمريكية وفنزويلا، وذلك بعد اتهامات مباشرة من حكومة الرئيس نيكولاس مادورو لواشنطن بانتهاك سيادة البلاد عبر تحليق مقاتلات أمريكية متطورة من طراز إف-35 بي على مقربة من السواحل الفنزويلية.
فنزويلا وصفت الحادث بأنه "استفزاز عسكري خطير"، بينما تكشف صور الأقمار الصناعية والتحليلات الدفاعية عن تعزيزات أمريكية ضخمة تشمل قوات جوية وبحرية، ما يثير المخاوف من تحول الأزمة إلى مواجهة مفتوحة.
1- تحليق مقاتلات إف-35 بي قرب فنزويلا
أعلنت وزارة الدفاع الفنزويلية أن راداراتها العسكرية رصدت طائرات حربية أمريكية تبعد مسافة 46 ميلاً بحرياً فقط عن الساحل الشمالي للبلاد، مؤكدة أن هذه الخطوة تمثل "تجاوزاً غير مقبول" للقانون الدولي.
وتأتي هذه التطورات بينما تواصل الولايات المتحدة حشد قواتها في البحر الكاريبي، في رسالة واضحة بأن إدارة الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب تسعى إلى الضغط على نظام مادورو ليس فقط عبر الدبلوماسية، بل أيضاً عبر القوة العسكرية.
2- بورتو ريكو تتحول إلى قاعدة أمريكية متقدمة
صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة "ميزار فيجن" الصينية أظهرت تمركز ما لا يقل عن 10 مقاتلات شبح إف-35 بي في مطار "خوسيه أبونتي دي لا توري" بمدينة سيبا في بورتو ريكو، وهو موقع كان في السابق قاعدة بحرية رئيسية للولايات المتحدة.
يرى خبراء أن الكشف العلني عن هذه المقاتلات المتطورة يحمل رسالة ردع قوية، مفادها أن واشنطن تريد أن تكون تحركاتها واضحة ومرئية بالنسبة لكاراكاس، وهو ما يزيد من احتمالات تصعيد التوتر العسكري.
3- توسيع البنية العسكرية الأمريكية في الكاريبي
وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) نشرت صوراً تؤكد وصول مقاتلات إف-35 بي إلى بورتو ريكو منذ منتصف سبتمبر الماضي، إلى جانب إعادة تأهيل مدرج طيران جديد في القاعدة العسكرية السابقة.
وأكدت وزارة الدفاع أن هذه التحركات تأتي ضمن "دعم مهام القيادة الجنوبية الأمريكية"، إلا أن محللين يرون أن الهدف الحقيقي هو تجهيز أرضية لعمليات عسكرية محتملة ضد فنزويلا، خاصة مع تصاعد الاتهامات بين الطرفين.
4- حشد بحري ضخم يثير المخاوف
لم تقتصر التحركات الأمريكية على الجانب الجوي فقط، بل امتدت إلى البحر أيضاً.
- تم رصد مدمرات أمريكية ترسو في ميناء "بونس".
- شوهدت السفينة الحربية يو إس إس تروكستون وسفينة النقل البرمائية يو إس إس سان أنطونيو.
- ارتفع عدد القطع البحرية الأمريكية في المنطقة إلى 4 مدمرات، طراد، سفينة قتال ساحلية، 3 سفن هجومية برمائية، إضافة إلى غواصة نووية.
هذا الحشد البحري يعد الأكبر منذ عقود في الكاريبي، ويؤكد أن واشنطن قد تكون في مرحلة ما قبل التحرك العسكري المباشر.
5- سفن العمليات الخاصة و"الحرب غير التقليدية"
رصدت الأقمار الصناعية الأوروبية سفينة العمليات الخاصة الأمريكية MV Ocean Trader، وهي سفينة معدلة قادرة على دعم وحدات النخبة الأمريكية، وتوفير منصة لإطلاق عمليات خاصة داخل فنزويلا.
تقارير أمريكية تحدثت عن أن هذه السفينة قد تكون جزءاً من خطة للسيطرة على موانئ أو مطارات استراتيجية داخل فنزويلا إذا صدر القرار بالتدخل العسكري.
6- رد فعل فنزويلا: الطوارئ والتعبئة
الرئيس نيكولاس مادورو لم يتأخر في الرد، إذ أعلن حالة الطوارئ الوطنية، وأمر بتعبئة الجيش الفنزويلي ونشر وحدات إضافية على السواحل الشمالية.
كما دعا الشعب الفنزويلي إلى المشاركة في مظاهرات حاشدة دفاعاً عن السيادة الوطنية، مؤكداً أن بلاده "لن ترضخ للابتزاز الأمريكي".

7- الموقف داخل الولايات المتحدة
في المقابل، يشهد الداخل الأمريكي جدلاً واسعاً.
- أعضاء في الكونغرس الأمريكي طالبوا الإدارة بتوضيح الإطار القانوني لهذه العمليات.
- البعض يخشى من أن تتحول عمليات محدودة ضد عصابات تهريب المخدرات إلى تدخل عسكري شامل دون تفويض من الكونغرس.
- الرئيس ترامب أرسل مذكرة أعلن فيها أن الولايات المتحدة في حالة "نزاع مسلح غير دولي" مع عصابات تهريب المخدرات، وهو ما اعتبره محللون غطاءً قانونياً للتدخل العسكري في فنزويلا.
8- احتمالات المواجهة العسكرية
يرى خبراء أن ما يجري الآن في الكاريبي ليس مجرد مناورات ردعية، بل استعداد فعلي لتدخل عسكري إذا اقتضت الظروف.
- الخطر الأكبر يتمثل في احتمال حدوث "سوء تقدير" أو مواجهة غير مقصودة بين القوات الأمريكية والفنزويلية.
- إذا اندلعت مواجهة، قد تتحول إلى أخطر أزمة عسكرية في نصف الكرة الغربي منذ عقود.
- بعض التحليلات تتوقع أن يكون الهدف الأمريكي هو إسقاط نظام مادورو عبر الضغط العسكري المباشر، بينما يرى آخرون أن واشنطن قد تكتفي بالردع وتعزيز نفوذها في المنطقة.
9- انعكاسات محتملة على أمريكا اللاتينية
تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس يثير قلق دول أمريكا اللاتينية التي تخشى من اندلاع حرب إقليمية تؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.
- كوبا وبوليفيا أعلنتا دعمهما لمادورو.
- كولومبيا والبرازيل تراقبان الموقف بقلق خشية تدفق اللاجئين.
- منظمات حقوقية حذرت من كارثة إنسانية في حال اندلاع حرب شاملة.
المشهد الحالي بين أمريكا وفنزويلا ينذر بتطورات خطيرة قد تنقل المنطقة إلى حافة الحرب.
الوجود العسكري الأمريكي الأكبر منذ سنوات، ورد فعل فنزويلا القوي، مع غياب قنوات دبلوماسية فعّالة، كلها مؤشرات توضح أن المواجهة المحتملة ليست بعيدة.
ورغم أن بعض المحللين يرون أن واشنطن تسعى فقط إلى الضغط والردع، فإن حجم الحشود العسكرية وتوسيع البنية التحتية يشيران إلى أن الخيار العسكري مطروح بقوة على الطاولة.