سوريا تلغي ملاحقات قضائية مرتبطة بـ287 ألف قضية من عهد الأسد

أعلنت وزارة العدل السورية، يوم الجمعة، عن إلغاء ملاحقات قضائية شملت أكثر من 287 ألف قضية تعود إلى فترة حكم النظام المخلوع، في خطوة وُصفت بأنها من أبرز الإجراءات القضائية التي تتخذها الإدارة الجديدة لمعالجة تركة العقود الماضية.
وأوضح محمد سامر العبد، مسؤول الاتصال الحكومي في وزارة العدل، في تصريحات لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن القرار يأتي في إطار معالجة الآثار المترتبة على القرارات الاستثنائية التي صدرت خلال عهد الرئيس السابق بشار الأسد، والتي قيدت حركة مئات الآلاف من المواطنين وأثرت على حياتهم اليومية.
وأشار العبد إلى أن القرار تضمن إلغاء النشرات الشرطية ومذكرات البحث الصادرة عن القضاء العسكري في تلك المرحلة، بما يعني وقف الملاحقات القضائية المرتبطة بها، وإلغاء إجراءات منع السفر التي فُرضت بحق مواطنين كثر.
وبحسب ما نقلته الوكالة، فقد شُكلت لجان متخصصة لدراسة القضايا محل البحث، وقدمت توصياتها إلى مجلس القضاء الأعلى الذي صادق على القرار. وتشمل القضايا الملغاة ملفات متعلقة بالتظاهر، مزاولة مهنة الصرافة من دون ترخيص، تسهيل الفرار من الخدمة العسكرية، حيازة سلاح، والاتجار بالسلع المدعومة.

وفي المقابل، استُثنيت من القرار القضايا التي تُصنف جنايات خطيرة أو تلك المرتبطة بحقوق شخصية، والتي ستخضع لدراسة دقيقة وفق الأصول القانونية المعتمدة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تحمل بعدًا سياسيًا وقضائيًا مهمًا، إذ تعكس توجه الإدارة السورية الجديدة نحو طي صفحة الممارسات الأمنية والقضائية القمعية التي ارتبطت بحكم البعث وأسرة الأسد على مدار أكثر من ستة عقود.
وكانت الفصائل السورية قد تمكنت في 8 ديسمبر 2024 من بسط سيطرتها الكاملة على البلاد، منهية حكم حزب البعث الذي استمر 61 عامًا، بينها 53 عامًا تحت حكم أسرة الأسد.
وفي 29 يناير 2025، أعلنت الإدارة الانتقالية اختيار أحمد الشرع رئيسًا للبلاد خلال مرحلة انتقالية تستمر خمسة أعوام، بهدف إعادة بناء مؤسسات الدولة وفتح صفحة جديدة في تاريخ سوريا.
سوريا.. تفاصيل الإطاحة بأعضاء خلية نفذوا أعمالًا إرهابية في طرطوس
وسط تصاعد التوترات والتهديدات الأمنية، كشفت «السُلطات السورية»، عن تفاصيل اعتقال خلية إرهابية نشطة في محافظة «طرطوس»، حيث نفذت أعمالًا تُهدد سلامة المواطنين وأمن المحافظة، مما يعكس حجم التحديات التي تُواجهها سوريا في حربها ضد الإرهاب.