الإمارات في قلب الإغاثة لغزة.. دعم مستمر وجسور إنسانية واسعة

تواصل دولة الإمارات الاستجابة الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة، سعيا لتخفيف وطأة الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان القطاع.
وتصدرت الإمارات قائمة الدول الأكثر دعمًا لغزة، وفقًا لخدمة التتبع المالي التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
منذ أكتوبر 2023، يعيش قطاع غزة تحت حصار خانق تسبب في أزمة إنسانية حادة، وسط شح في الغذاء والماء والوقود والدواء، وارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية والوفيات، خصوصًا بين الأطفال.
وفي مايو عام 2024، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن سيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بينما أشارت هيئة المعابر في غزة إلى تعليق حركة المسافرين وإيقاف دخول المساعدات بشكل كامل إلى القطاع، وأُغلقَ معبرُ رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني نتيجة وجود الدبابات الإسرائيلية وتمركز تلك القوات وبالتالي أصبح هذا هو المانع الوحيد لإدخال المساعدات إلى القطاع.
وفي هذا السياق، برزت جهود الدول العربية مركزية في تيسير دخول الشاحنات الإنسانية رغم الضغوط والعراقيل المتكررة.
المساعدات الإماراتية
قدمت الإمارات أكثر من 90 ألف طن من المساعدات الإنسانية التي شملت المواد الغذائية والطبية والإغاثية، عبر 18 باخرة وأكثر من 8 آلاف شاحنة و697 رحلة جوية.
كما نفذت الدولة 221 عملية إسقاط جوي ضمن مبادرة "طيور الخير" التي أسقطت 4076 طنًا من المساعدات الإغاثية مباشرة إلى المناطق المنكوبة.
ولم تقتصر الجهود على المساعدات الفردية، بل أطلقت الإمارات وقبرص مبادرة مشتركة عبر "صندوق أمالثيا" لإيصال المساعدات إلى غزة، حيث بادرت قبرص بإرسال 1200 طن من المساعدات عبر ميناء أشدود، بدعم إماراتي لوجستي ومالي.
وفي خطوة نوعية، افتتحت الإمارات في أغسطس/آب 2025 أضخم مشروع مياه في قطاع غزة، لتأمين مياه محلاة لعشرات آلاف الأسر التي تعاني من أزمة عطش خانقة.
ويمتد خط المياه الإماراتي بطول 7.5 كيلومتر بإنتاجية تصل إلى نحو مليوني غالون يوميًا، ويخدم أكثر من 600 ألف شخص. كما جرى ربطه بخزان البراق في خان يونس بسعة 5000 متر مكعب لتغذية مناطق واسعة إضافية.
على الصعيد الصحي، استقبلت المستشفيات الإماراتية مئات المصابين الفلسطينيين، بينهم مرضى سرطان، عبر رحلات إجلاء، شملت 2904 مرضى ومرافقًا. كما تم استقبال 72280 حالة في المستشفيين الميداني والعائم قبالة العريش، في حين خصصت الإمارات 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والأونروا.
إلى جانب الجسر الجوي، مدت الإمارات جسرًا بحريًا عبر ميناء خليفة في أبوظبي، حيث انطلقت "سفينة خليفة 8"، أكبر سفينة مساعدات منذ اندلاع الحرب، محمّلة بـ 7166 طنًا من المساعدات، بينها 4372 طنًا من المواد الغذائية، 1433 طنًا من مواد الإيواء، 860 طنًا من الإمدادات الطبية، و501 طن من المواد الصحية.
وفي 20 سبتمبر/أيلول 2025، تم تفريغ السفينة الإماراتية "حمدان الإنسانية 9"، التي وصلت بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وعملية "الفارس الشهم 3"؛ لإغاثة الأشقاء في قطاع غزة.
وتحمل السفينة، على متنها أكثر من 7 آلاف طن من المساعدات الإنسانية والإغاثية، من بينها 5 سيارات إسعاف ومواد غذائية.