فنزويلا تستعد بحالة طوارئ في حال تعرضها لهجوم أمريكي

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تستعد «فنزويلا» لإعلان حالة الطوارئ، تحسبًا لاحتمال وقوع هجوم عسكري مُحتمل من «الولايات المتحدة»، في خطوة تعكس حجم التهديدات التي تُواجهها البلاد.
وفي هذا الصدد، أعلنت نائبة الرئيس الفنزويلي، «ديلسي رودريغيس»، أن الرئيس «نيكولاس مادورو» وقّع مرسومًا يُجيز «إعلان حالة الطوارئ» في حال تعرض فنزويلا لهجوم عسكري من الولايات المتحدة.
سيادة فنزويلا في خطر
وخلال اجتماع «المجلس الوطني للدفاع عن السيادة والسلام» مع أعضاء السلك الدبلوماسي في كاراكاس، قالت رودريغيس، في تصريحات بثها التلفزيون الفنزويلي الرسمي: «يهدف المرسوم المتعلق بإعلان حالة الطوارئ، إلى الدفاع عن سلامة أراضي جمهوريتنا وسيادتها واستقلالها ومصالحها الاستراتيجية الحيوية».
وأوضحت أن المرسوم سيدخل حيز التنفيذ فورًا إذا «تجرأت القوات المسلحة الأمريكية على شن عدوان ضد فنزويلا»، مُشيرة إلى أن الوثيقة تمنح الرئيس صلاحيات استثنائية — وفقًا للدستور — لتعبئة القوات المسلحة الوطنية البوليفارية في أنحاء البلاد، وفرض السيطرة العسكرية على البنية التحتية والخدمات العامة وقطاعات النفط والغاز والصناعات الأخرى.
وأضافت ديلسي رودريغيس، أن خطط الطوارئ تتضمن حماية السكان، واستدعاء قوات الدفاع الشعبي والاحتياط، وتأمين الحدود البرية والبحرية والجوية.
ضغوط أمريكية على فنزويلا
واتهمت «رودريغيس»، الولايات المتحدة بـ«السعي للاستيلاء على الموارد الطبيعية لفنزويلا، وخصوصا احتياطياتها النفطية الهائلة»، مُتابعة: «الولايات المتحدة تفرض إجراءات قسرية أحادية على كبرى الدول المنتجة للنفط، لكن فنزويلا أظهرت القوة والتماسك للدفاع عن الأمة ومواجهة الضغوط والحفاظ على السيادة».
وكانت الإدارة الأمريكية قد رفضت الأسبوع الماضي رسالة وجهها الرئيس مادورو إلى نظيره «دونالد ترامب» دعاه فيها لإجراء محادثات بهدف تهدئة التوترات بين البلدين.
ترامب يُحذّر فنزويلا: «أعيدوا المجرمين فورًا أو العقاب قادم»
من جهة أخرى، يُواصل الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب» تشديد ضغوطه على «فنزويلا»، حيث أصدر تحذيرًا صارمًا بضرورة إعادة المجرمين المحتجزين فورًا، مُحذرًا من أن تجاهل هذا الطلب «سيُقابل بردود فعل قاسية».
واتهم دونالد ترامب، الحكومة الفنزويلية بإرسال «مجرمين ونزلاء من مؤسسات عقلية» عمدًا إلى الولايات المتحدة.
فنزويلا تحت نيران ترامب
وقال «ترامب»، في منشور على «سوشيال تروث»: «نُريد من فنزويلا أن تقبل على الفور جميع السجناء والأشخاص من المؤسسات العقلية، والتي تشمل أسوأ ملاجئ مجنونة في العالم، الذين أجبرتهم القيادة الفنزويلية على دخول الولايات المتحدة الأمريكية».
وأضاف ترامب: أن «الآلاف من المواطنين الأمريكيين أُصيبوا أو قُتلوا على يد هؤلاء الذين وصفهم بـ«الوحوش»، مُطالبًا بـ«طردهم فورًا»، ومُهددًا فنزويلا بقوله: «أخرجوهم من بلدنا الآن، وإلا فإن الثمن الذي ستدفعه فنزويلا سيكون باهظًا».
توتر دبلوماسي يُلوّح بالأفق
ولم تُصدر حتى الآن أي ردود رسمية من الحكومة الفنزويلية على تصريحات ترامب، فيما يتوقع أن تُثير هذه التصريحات ردود فعل دبلوماسية قوية، خاصة أنها تتضمن تهديدًا مباشرًا لدولة ذات سيادة.
كما يُتوقع أن تُواجه هذه التصريحات انتقادات من المعسكر الديمقراطي والناشطين في حقوق الإنسان، الذين يعتبرون أن الخطاب المُتشدد لـ«ترامب» تجاه المهاجرين قد يُسهم في تأجيج المشاعر العنصرية وتبرير السياسات القمعية ضد اللاجئين وطالبي اللجوء.
أمريكا.. ترحيب «فانس» بضربة فنزويلا يُثير غضب سيناتور جمهوري
من ناحية أخرى، رحّب نائب الرئيس الأمريكي، «جي دي فانس»، مُؤخرًا بالعملية الأمريكية التي استهدفت قارب مخدرات قُرب «فنزويلا»، لكن هذا الموقف لم يلقَ قبولاً من جميع أعضاء حزبه، حيث انتقده سيناتور جمهوري بارز، ما يعكس الانقسامات داخل الحزب.