مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

حرب 6 أكتوبر.. لحظة تاريخية تجسدت فيها الوحدة العربية فتحقق النصر

نشر
الأمصار

تعتبر حرب 6 أكتوبر عام 1973 ملحمة تاريخية خالدة محفورة في ذاكرة ووجدان الأمة العربية، فلم تكن هذه الحرب مجرد انتصار عسكري، ولكنها تجسيد صريح لإرادة شعب بأكمله؛ فقد اصطف الشعب المصري بكامله حول قواته المسلحة لتحقيق هدف قومي موحد إنه حرب 6 أكتوبر 1973 التي وضعت حجر الأساس لإنهاء حالة «اللا حرب واللا سلم».

 حرب السادس من أكتوبر هي شاهد عيان على بسالة المقاتل المصري وعقيدته القتالية الراسخة التي لم تهتز، بالرغم من كل الظروف والتحديات الصعبة التي مرت بها البلاد في تلك الفترة. حرب السادس من أكتوبر عام 1973 هي ملحمة تاريخية خالدة.

النجاح في حرب أكتوبر لم يكن مصادفة، فكان نتاج تخطيط دقيق وخداع استراتيجي على أعلى مستوى. كانت الخطة المصرية لعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، والتي تميزت بالسرية المطلقة واختيار التوقيت بالتزامن مع الهجوم السوري على الجولان (توقيت يوم عيد الغفران «يوم كيبور» الإسرائيلي وشهر رمضان المبارك).

نجحت مصر وسوريا في تحقيق مفاجأة استراتيجية كاملة، حيث لم تتوقع القيادة الإسرائيلية الهجوم في هذا التوقيت، ما أحدث صدمة في صفوفهم.

وفي طليعة هذا الحدث التاريخي كانت مصر، بقيادة الرئيس أنور السادات، التي حظيت بدعم وتضامن كبيرين من أشقاءها العرب في سعيها لاستعادة شبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

بداية الحرب

قام الجيش المصرى في يوم 6 أكتوبر 1973 والموافق العاشر من رمضان في تمام الساعة الثانية ظهرا، بعبور خط القناة، ونفذت أكثر من 200 طائرة حربية مصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية بالضفة الشرقية للقناة، وعبرت الطائرات على ارتفاعات منخفضة للغاية لتفادي الرادارات الإسرائيلية، واستهدفت الطائرات المطارات ومراكز القيادة ومحطات الرادار والإعاقة الإلكترونية وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

ثم بدأت المدفعية المصرية، بعد عبور الطائرات بخمس دقائق، بقصف التحصينات والأهداف الإسرائيلية الواقعة شرق القناة بشكل مكثف تحضيراً لعبور المشاة، فيما تسللت عناصر سلاح المهندسين والصاعقة إلى الشاطئ الشرقي للقناة لإغلاق الأنابيب التي تنقل السائل المشتعل إلى سطح القناة، وفي الساعة الثانية والثلث تقريبا توقفت المدفعية ذات خط المرور العالي عن قصف النسق الأمامي لخط بارليف، ونقلت نيرانها إلى العمق حيث مواقع النسق الثاني، وقامت المدفعية ذات خط المرور المسطح بالضرب المباشر على مواقع خط بارليف لتأمين عبور المشاة من نيرانها، بعدها عبر القناة 2000 ضابط و30 ألف جندي من خمس فرق مشاة، واحتفظوا بخمسة رؤوس كباري واستمر سلاح المهندسين في فتح الثغرات في الساتر الترابي لإتمام مرور الدبابات والمركبات البرية، وقد امتدت الحرب حتى 26 أكتوبر 1973.

وكانت حرب أكتوبر 1973، إحدى جولات الصراع العربي الإسرائيلي، حيث خططت القيادتان المصرية والسورية لمهاجمة إسرائيل على جبهتين في وقت واحد بهدف استعادة شبه جزيرة سيناء والجولان التي سبق أن احتلتهما إسرائيل في حرب 1967، وكانت إسرائيل قد قضت السنوات الست التي تلت حرب 1967 في تحصين مراكزها في الجولان وسيناء، وأنفقت مبالغ هائلة لدعم التحصينات على مواقعها في مناطق مرتفعات الجولان، وفي قناة السويس (خط بارليف).

 

وفي فبراير 1971، قدم أنور السادات لمبعوث الأمم المتحدة غونار يارينغ، الذي أدار المفاوضات بين مصر وإسرائيل حسب خطة روجرز الثانية، شروطه للوصول إلى تسوية سلمية بين مصر وإسرائيل، وأهمها انسحاب إسرائيلي إلى حدود 4 يونيو 1967، رفضت إسرائيل هذه الشروط مما أدى إلى تجمد المفاوضات، وفي 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرها العرب في حرب 1967، كانت الخطة ترمي الاعتماد على المخابرات العامة المصرية والمخابرات السورية في التخطيط للحرب، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية ومفاجأة إسرائيل بهجوم غير متوقع من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وهذا ما حدث، حيث كانت المفاجأة صاعقة للإسرائيليين.

وحدة الشعوب العربية

من أبرز جوانب حرب أكتوبر الوحدة التي أبدتها الدول العربية. وتلقت مصر دعماً من عدة دول عربية، منها سوريا والأردن والعراق والمملكة العربية السعودية وغيرها. ولم يقدم هذا التحالف العربي المساعدة العسكرية فحسب، بل قدم الدعم السياسي أيضًا. وكان الهدف هو إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أن العالم العربي متحد في تصميمه على تحدي الوضع الراهن.

 

المساعدات المالية والمادية


قدمت الدول العربية لمصر الدعم المالي والمادي الذي كانت في أمس الحاجة إليه لمواصلة حملتها العسكرية. وكانت هذه المساعدة حاسمة في ضمان حصول مصر على الموارد اللازمة لمواصلة القتال ضد إسرائيل. وشملت المساعدات المالية والمعدات العسكرية، وفي بعض الحالات القوات.

دعم مصر من كافة الدول العربية

وحصلت مصر على دعم من كافة الدول العربية سواء دعم مالي أو سلاح لمساعدة مصر.


وساعدت الجزائر مصر بأرسال طائرات ميج 21 وصل ولواء مدرع بالإضافة إلى قيام الرئيس الجزائري الهواري بومدين بزيارة موسكو ودفع مبالغ ماليه لـ الاتحاد السوفييتي ثمن أية أسلحة أو ذخائر تحتاجها مصر وسوريا
كما العراق مصر خلال حرب أكتوبر بأرسال طائرات هوكر هنتر كما ساعدت العراق مصر بقواتها الجوية.

ساهمت المملكة العربية السعودية في حرب أكتوبر بالتبرع بـ 200 مليون دولار وحظرت تصدير البترول للغرب مما أدى لأزمة طاقة بالغرب بالإضافة إلى إرسال 20 ألف جندي إلى السورية.

ساعدت دولة الإمارات العربية المتحدة مصر خلال حرب أكتوبر بقطع الشيخ زايد النفط عن إسرائيل والدول التي تدعمها
كما ساعدت ليبيا مصر في حرب أكتوبر عن طريق شراء أسلحة ومعدات عسكرية.