ثورة 23 يوليو 1952.. مشروع وطني تحرري غيّر وجه مصر والمنطقة

حظيت ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952 بتأييد شعبي جارف، حيث رأى فيها المواطنون المصريون أملًا في حياة تتجاوز ما عانوه لعقود طويلة في ظل الإقطاع، والاستعمار، والفساد.
أعادت الثورة مصر للمصريين، والحقوق إلى أصحابها، وصاغت سياسة زراعية وتصنيعية تهدف إلى النهوض بالبلاد، مما أحدث تغييرًا جذريًا في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ولأن الحقوق تحتاج إلى قوة تحميها، فقد كان من أبرز مبادئ الثورة إنشاء جيش وطني يحمي ولا يَجور، يردع ولا يعتدي، ويصون الدولة المصرية من أي عدو خارجي يطمع في ثرواتها.
لقد بلغت عناصر الفساد في مرافق الدولة آنذاك درجة خطيرة، أساءت إلى سمعة مصر داخليًا وخارجيًا، فجاءت الثورة لتطهر مؤسسات الدولة وتعيد بنائها على أسس وطنية سليمة.
إنجازات ثورة يوليو:
في الداخل، حققت الثورة العديد من الإنجازات، من أبرزها إلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية، وتأميم قناة السويس وتحويل الشركة العالمية لقناة السويس البحرية إلى شركة مساهمة مصرية، وتوقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا بعد 74 عامًا من الاحتلال.

ولم يقتصر تأثير الثورة على الداخل المصري فقط، بل امتد صداها إلى الشعوب الأخرى التي كانت تتطلع إلى الحرية والاستقلال. وكان من مبادئ الثورة تكامل الوطنية المصرية مع القومية العربية، كما منحت لمصر دورًا رائدًا في ثلاث دوائر استراتيجية: الإفريقية، والعربية، والإسلامية، حيث كانت تؤمن بوحدة الهدف والمصير في هذا الوجه الثلاثي.
وأسهمت الثورة في انطلاق حركات التحرر الوطني في إفريقيا والعالم، كما شاركت مصر في تأسيس حركة عدم الانحياز، دعمًا لاستقلال القرار السياسي للدول حديثة التحرر.
تكمن أهمية ثورة يوليو وسبب تجذّرها في ذاكرة المصريين والعرب ووجدانهم في أنها حملت مشروعًا وطنيًا، وقوميًا، وإنسانيًا، اهتدت بمبادئه، وتحصنت بأفكاره، وشقّت لنفسها طريقًا في الداخل وعلى مستوى الأمة والعالم.
ونقدم لكم كلمة الرئيس السيسي اليوم احتفالًا بذكرى الثورة:

الرئيس السيسي في ذكرى ثورة 23 يوليو: مصر عصيّة على المؤامرات.. ولن نترك مستحقًا للسكن يواجه القلق
أكّد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن ثورة 23 يوليو 1952 كانت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر، إذ أنهت حقبة الاحتلال، ورسّخت قيم العزة والكرامة والاستقلال، وألهمت شعوب العالم الثالث ودول المنطقة الساعية للتحرر الوطني.
وأضاف الرئيس، في كلمته بمناسبة الذكرى الـ72 للثورة، أن الدولة المصرية تستحضر اليوم تجربة وطنية متكاملة، تستلهم من دروسها لتواصل مسيرة الجمهورية الجديدة، التي انطلقت منذ عام 2014، برؤية طموحة، وخطى ثابتة نحو بناء دولة عصرية ترتكز على العلم والعمل، وتثق في توفيق الله لتحقيق غاياتها.
وقال الرئيس إن مصر كانت سبّاقة في صياغة المستقبل، حيث نجحت في تطوير قدراتها العسكرية لتصبح قوة ضاربة تحمي الوطن من الإرهاب وتطهر أرضه، إلى جانب ما تحقق من طفرة عمرانية شاملة، تضمنت إزالة المناطق العشوائية، وتأسيس مدن ذكية، وقفزات نوعية غير مسبوقة في البنية التحتية.
ولفت إلى أن مشروع "حياة كريمة" يُعد علامة فارقة في هذا المسار، حيث يستهدف تحسين حياة نحو 60 مليون مواطن، مؤكدًا أن "مصر التي رفضت أن يعيش مواطنوها في العشوائيات، لن تترك مستحقًا للسكن يقع في دوامة القلق على غده".
وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر تمكنت من تحقيق إنجازات نوعية رغم ما يشهده العالم من انهيار دول وتفكك كيانات، قائلًا: "بفضل الله، ثم وعي وإرادة الشعب، ظلت مصر دار أمن واستقرار وملاذًا إنسانيًا آمنًا، وقد استقبلت نحو 10 ملايين وافد من دول مختلفة، وقدّمت نموذجًا فريدًا في الإنسانية والمسؤولية".
وشدّد الرئيس على أن مصر، بجبهتها الداخلية المتماسكة، ستظل عصيّة على المؤامرات، قادرة على تجاوز التحديات مهما تنوّعت، مؤمنًا بأن هذا الوطن يحمل في أبنائه القوة والإرادة والصبر اللازم لعبور المستقبل.
وفي ختام كلمته، وجّه الرئيس تحية لقادة ثورة يوليو، ولرجال القوات المسلحة والشرطة، ولكل يد مصرية تبني وتحمي مؤسسات الوطن، قائلًا: "تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر".