مستشار الرئيس الأميركي يكشف عن تحرك عاجل لأنهاء الحرب في السودان

في إطار جهود دولية متسارعة لاحتواء الأزمة السودانية، أعلن مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية، عن سلسلة من اللقاءات والمشاورات رفيعة المستوى أجراها مع عدد من القادة الدوليين والإقليميين، بهدف الدفع نحو تهدئة النزاع المتصاعد في السودان.
وجاء إعلان بولس عبر صفحته الرسمية على منصة “X”، حيث أكد أن هذه المحادثات جرت على هامش اجتماع وزاري مؤخراً، وشملت ممثلين من الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الإمارات العربية المتحدة، مصر، والاتحاد الأفريقي.
بحسب ما نشره بولس، فإن المحادثات ركزت على تنسيق الجهود بين الأطراف الدولية الفاعلة من أجل التوصل إلى وقف عاجل للقتال في السودان، الذي يشهد منذ أبريل 2023 صراعاً دامياً بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأوضح أن هذه المشاورات تأتي في سياق تحرك مشترك يهدف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، وتوفير بيئة ملائمة لإطلاق عملية سياسية شاملة يقودها المدنيون السودانيون، بما يضمن استدامة السلام ويضع حداً للانهيار المتسارع في البلاد.
في تصريح مقتضب، شدد بولس على أن الولايات المتحدة تعمل بشكل عاجل مع شركائها الدوليين لإنهاء الصراع، مشيراً إلى أن الأولويات الحالية تشمل تسهيل وصول الإغاثة الإنسانية، وتهيئة الظروف لبدء عملية سلام يقودها المدنيون. وأضاف أن هذه الجهود تأتي في ظل إدراك متزايد لحجم الكارثة الإنسانية التي خلفها النزاع، والتي باتت تهدد الملايين داخل السودان، وتنعكس آثارها على الاستقرار الإقليمي. ويُنظر إلى هذا التحرك الأميركي على أنه جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تنشيط المسار السياسي في السودان، بعد أشهر من الجمود والتصعيد العسكري.
بعثة الأمم المتحدة:لا يمكن غض الطرف عن الهجمات على المدنيين في السودان
أدانت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان “بأشد العبارات” الهجوم بالمُسيرات الذي زُعم أن قوات الدعم السريع نفذته على مسجد الصافية والمنازل المجاورة له في الفاشر، شمال دارفور.
ودعت جميع الأطراف إلى اتخاذ تدابير ملموسة لحماية المدنيين والمباني الدينية والثقافية.
ووفقا للتقارير، أسفر الهجوم على المسجد عن مقتل ما لا يقل عن 75 مصليا أثناء أدائهم صلاة الفجر يوم الجمعة الماضي، وحذرت البعثة من أن المدنيين لا يزالون يواجهون خطرا بالغا مع استمرار حصار المنطقة.
وقال رئيس البعثة محمد شندي عثمان إن قتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال، “أثناء الصلاة في المسجد يظهر تجاهلا صارخا لأهم مبادئ القانون الدولي”، ودعا إلى محاسبة المسؤولين.
كان هذا الهجوم هو الأكثر تدميرا في سلسلة هجمات على مواقع دينية وثقافية نفذتها كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، والتي قد ترقى جميعها إلى جرائم حرب، وفقا لبيان صادر عن بعثة تقصي الحقائق.
وفي هذا السياق، قالت جوي نجوزي إيزيلو الخبيرة في البعثة: “يجب أن تكون أماكن العبادة ملاذات وليست أهدافا. هذا الهجوم يعمق صدمة المجتمعات التي تعاني بالفعل من الجوع والنزوح والعنف الجنسي. لا يمكن للعالم أن يغض الطرف بينما يتعرض المدنيون للهجوم في أقدس أماكنهم”.
من جانبها، قالت الخبيرة في البعثة منى رشماوي إن “النسيج الديني والثقافي الغني والمتنوع” في السودان يشكل جزءا من تراثه المشترك، مضيفة أن الهجمات المتعمدة على المصلين والمساجد والكنائس والمواقع الثقافية “تهدد بمحو الهوية والكرامة”.
وجدير بالذكر أن مجلس حقوق الإنسان أنشأ بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة في أكتوبر 2023 للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات المزعومة المرتكبة في سياق الصراع الذي اندلع في السودان في أبريل من ذلك العام.