أبو الغيط: المهم حقوق الفلسطينيين لا خسائر إسرائيل

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الأولوية القصوى اليوم هي ضمان حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة، مشددًا على أن خسائر إسرائيل لا تعنيه في شيء أمام حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون.
وخلال لقائه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد على قناة «الغد»، مساء الثلاثاء، أوضح أبو الغيط أن مؤتمر حل الدولتين يمثل محطة سياسية ودبلوماسية بالغة الأهمية، لافتًا إلى أن اعتراف عدد من دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالدولة الفلسطينية يعد نقلة نوعية في مسار القضية.
وأضاف أن هذه الاعترافات تختلف في جوهرها عن المواقف الرمزية السابقة، نظرًا لثقل الدول الأوروبية المنخرطة فيها، خصوصًا بريطانيا التي تُعتبر الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي.
وأشار إلى أن المشهد الدولي بدأ يشهد تحولات جدية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، داعيًا العرب إلى التمسك بهذا المسار ودعمه وعدم التقليل من أهميته، حتى وإن جاء بصيغة تبدو محدودة أو مشروطة.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة أن تتحمل السلطة الفلسطينية كامل مسؤولياتها في هذه المرحلة الحساسة، عبر تعزيز دورها المؤسسي وإجراء إصلاحات هيكلية في القوانين والأنظمة والتمويل، حتى تتمكن من مواجهة التحديات الراهنة. واعتبر أن هذا الدور شرط أساسي لتحويل الاعترافات الدولية إلى مكاسب عملية على الأرض، بدلًا من أن تبقى مجرد عبارات سياسية.
وتوقف أبو الغيط عند مواقف بعض الدول الفاعلة، مشيرًا إلى أن التصريح الإماراتي الأخير بشأن ارتباط التفاهمات مع إسرائيل بأوضاع الأراضي المحتلة، يحمل دلالات سياسية كبيرة ويجب أخذه بجدية. كما أشار إلى تحذيرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن استمرار الاحتلال والوضع القائم في غزة والضفة الغربية يهددان استقرار الشرق الأوسط برمته.
وأضاف أن الضغوط التي مورست على مصر والأردن لم تحقق أي نتائج، لافتًا إلى الموقف الحازم للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي شدد مرارًا على رفض القاهرة القاطع لأي خطط للتهجير أو خطوات من شأنها تكريس الظلم ضد الشعب الفلسطيني.

وكشف أبو الغيط عن تفاصيل لقائه الأخير مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، قائلاً: "قلت له إن العالم الغربي لم يفقد فقط المروءة، بل فقد قيمه جميعًا تجاه ما يحدث في غزة". وأكد أن المجتمع الدولي ظل لفترة طويلة غير مدرك لحجم الأطماع الإسرائيلية والعنف الدموي الممارس ضد الفلسطينيين.
وأشار إلى أن الحرب الأخيرة كشفت الوجه القبيح لإسرائيل، وهو وجه سيظل يلاحقها لعقود مقبلة على المستويين السياسي والأخلاقي. واختتم بالقول: "تمسك بعض القوى الدولية بالحكومة الإسرائيلية الحالية يسبب خسائر لها، وهذا لا يعنيني.. فلتخسر إسرائيل كما تخسر، المهم أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه كاملة".