أمير قطر: تراجع منطق النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد منطق الغاب

قال أمير دولة قطر تميم بن حمد، إن «تراجع منطق النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد حكم الغاب، حيث تغدو مفاهيم القانون والعدالة خارج السياق، ويحظى المتجاوز على الآخرين بامتيازات لمجرد أن بوسعه فعل ذلك».

وأضاف خلال كلمته ضمن أعمال الجلسة العامة للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أن «الواقعية السياسية الجديدة اختزل تعريفها ليصبح مختصرًا على مسايرة القدرة على فرض الأمر الواقع».
وأشار إلى «القسم الكارثي في هذا السلوك، والمرتبط بأن المتجاوز في العلاقات الدولية يعتبر أن التسامح معه ضعف، ويعد المتسامح مع تجاوزاته عاجزًا».
وشدد على أن «الموضوع الذي يجب أن يتصدر النقاش في المؤسسات الدولية حاليًا هو كيفية استعادة نظام الأمن الجماعي قوته، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، وعودة الفاعلية للشرعية الدولية».
وانطلقت في نيويورك، اليوم الثلاثاء، أعمال الجلسة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتستمر أعمال الجلسة التي تعقد هذا العام، تحت عنوان: «معا بشكل أفضل: 80 عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان»، حتى يوم السبت 27 سبتمبر، وتختتم يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025.
وكان غادر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الدوحة متوجهًا إلى مدينة نيويورك، للمشاركة في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقًا لما أعلنه الديوان الأميري اليوم الأحد.
وتأتي زيارة الأمير في وقت يشهد فيه العالم تصاعدًا في التوترات الدولية، وعلى رأسها الحرب المستمرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس"، والتي تقترب من دخول عامها الثاني.
وتزامنًا مع هذه التطورات، تتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع بشكل متسارع، وسط تحذيرات من منظمات دولية من خطر انتشار المجاعة على نطاق واسع مع نهاية الشهر الجاري.
وكان كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن قطر علقت جهودها في الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس"، عقب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة وأسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الحركة وضابط أمني قطري.
وأوضح الموقع أن استئناف الدور القطري مرهون بتقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً عن الهجوم، وهو ما اعتبر تطوراً بالغ الحساسية على صعيد العلاقات الإقليمية ومسار المفاوضات.
ضربة أربكت الوساطة
الضربة، التي وصفتها مصادر مطلعة بأنها "غير محسوبة"، تسببت في أزمة دبلوماسية مفاجئة أدت إلى وقف الجهود القطرية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن.
وأثار القرار القطري قلق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ترى أن غياب الدوحة عن المشهد يعقّد أي محاولة لإنهاء القتال أو ترتيب صفقة تبادل الأسرى.
المطلب القطري
ووفق ما نقل "أكسيوس"، طرح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في الدوحة مطلب الاعتذار بشكل مباشر، مؤكداً أن بلاده لا يمكن أن تواصل دورها كوسيط في ظل "انتهاك صارخ لسيادتها".