فلسطين على الخارطة العالمية.. الدول المعترفة والمعارضة

شهد العالم تطورًا سياسيًا لافتًا، حين أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وصفها مراقبون بأنها فارقة في مسار القضية الفلسطينية، وبداية محتملة لمرحلة جديدة في العلاقات الدولية المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومنذ أيام، تتوالى الاعترافات الدولية بفلسطين، حيث أعلنت عن هذا، كل من بريطانيا وكندا وأستراليا، ولاحقا تبعتهم البرتغال.
وعلى منصة الأمم المتحدة أمس، اعترفت فرنسا ودول أخرى بدولة فلسطين، هي بلجيكا، ولوكسبمورغ، ومالطا، وأندورا بالإضافة إلى إمارة موناكو.
الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية
وتشكل الاعترافات خطوة مهمة بالنسبة لفلسطين لما تحمله من دلالات سياسية وقانونية، الأمر الذي أثار متطرفي الحكومة الإسرائيلية وإطلاق تهديدات بألا تجد تلك الدول ما تعترف به، فضلا عن إجراءات عملية على الأرض من شأنها تعزيز الاستيطان وضم الضفة وتفكيكها وتحويلها إلى جزر متباعدة.
وبحسب إحصاء لوكالة فرانس برس، اعترفت 150 على الأقل من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين.
ويشمل التعداد الدول التي اعترفت بفلسطين خلال الأيام الماضية، وحتى صباح اليوم الثلاثاء.
وأصبحت الجزائر أول دولة تعترف رسميا بدولة فلسطين في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، وذلك بعد دقائق من إعلان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات من جانب واحد قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وفي الأسابيع والأشهر اللاحقة، حذت عشرات البلدان الأخرى حذوها، ثم في أواخر 2010 ومطلع 2011 جاءت موجة أخرى من الاعترافات.
وأدت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي بدأت ردا على هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى دفع 13 بلدا آخر إلى الاعتراف بدولة فلسطين.
دول لم تعترف بفلسطين حتى الآن
هناك دول عديدة لم تعترف بفلسطين حتى الآن، أبرزها (الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتوفالو، تونجا، تايوان، سويسرا، جزر سليمان، مقدونيا الشمالية، سان مارينو، ساموا، كوريا الجنوبية، نيوزيلندا، ميانمار، مولدوفا، جزر مارشال، لوكسمبورج، ليتوانيا، ليختنشتاين، كوسوفو، كيريباتي، اليابان، اليونان، فنلندا، إريتريا، إستونيا، الدنمارك، كرواتيا، الكاميرون، بيلاروسيا، أنجولا، أندورا).
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، قد انتقدت التحركات نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقالت في بيان لها، إن التحول في موقف الحكومة البريطانية في هذا التوقيت، إثر الخطوة الفرنسية والضغوط السياسية الداخلية، يشكل مكافأة لحركة حماس، ويضر بجهود التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المحتجزين.
الموقف الفلسطيني.. يوم تاريخي ورسالة أمل
رحبت السلطة الفلسطينية بالخطوة ووصفتها بـ"التاريخية". الرئيس محمود عباس أكد أن الاعترافات تمثل "خطوة هامة نحو سلام دائم"، مجددًا التزام السلطة بالإصلاحات التي تعهدت بها.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن اعتراف بريطانيا على وجه الخصوص يحمل "وقعًا خاصًا"، نظرًا لدور لندن التاريخي في القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور. كما أثنت على "الدور السعودي الكبير" في الدفع نحو اعترافات متتالية.
نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ وصف اليوم بأنه "تاريخي"، فيما رأت حماس أن هذه التطورات "انتصار للحق الفلسطيني ورسالة واضحة أن الاحتلال لن يطمس الحقوق الوطنية".
ماذا يعني هذا الاعتراف؟
تعتبر فلسطين دولة "قائمة وغير قائمة"، بحسب ما يرى عدد من المراقبين، فهي تتمتع باعتراف دولي واسع، وبعثات دبلوماسية في الخارج، وتشارك فرقها في المسابقات الرياضية، بما في ذلك الألعاب الأولمبية.
لكن بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر، ليس لها حدود متفق عليها دولياً، على الرغم من القرار الأممي بحدود هذه الدولة (حدود 1967)، ولا جيش لها، ولا اقتصاد مستقل قادر على الوقوف على رجليه، مع تحكم إسرائيل بوارداته.
وبسبب الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية، لا تملك السلطة الفلسطينية -التي شُكِّلت عقب اتفاقيات السلام في التسعينيات- سيطرة كاملة على أرضها وشعبها.
ونظراً لوضعها هذا، يحمل الاعتراف بدولة فلسطين طابعاً رمزياً مهماً لا محالة. إذ يمثل موقفاً أخلاقياً وسياسياً قوياً، لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وتأكيدات أممية بحصول "إبادة" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
كما يفتح المجال لفتح السفارات، وتبادل السفراء بين فلسطين والدول المعترفة بها، ويعزز حضور الدولة الفلسطينية في المحافل الدولية.
إلى ذلك، يشكل ضغطاً دولياً على الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض أساساً لانتقادات عدة وضغوطات في الداخل الإسرائيلي.