أبو الغيط يدعو العرب لاستثمار الزخم لدعم فلسطين

شدد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، على ضرورة أن تستثمر الدول العربية الزخم الكبير الذي تشهده القضية الفلسطينية حاليًا على المستوى الدولي، في ظل سلسلة من الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينية من قِبل عدد من العواصم الأوروبية.
وقال أبو الغيط، في تصريحات لقناة "العربية" مساء الاثنين، إن هذه التطورات الأخيرة تعكس تحولًا مهمًا في مواقف قوى دولية مؤثرة مثل بريطانيا وفرنسا وبلجيكا والبرتغال، موضحًا أن هذه الخطوات لا يمكن اعتبارها مجرد إجراءات بروتوكولية، بل تمثل دعمًا سياسيًا ومعنويًا كبيرًا للشعب الفلسطيني.
وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أن الجامعة تسعى في المرحلة المقبلة إلى تكثيف تحركاتها الدبلوماسية لدفع القضية الفلسطينية نحو مزيد من الاعتراف الدولي، وصولًا إلى محاولة نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في منظمة الأمم المتحدة. لكنه لفت إلى أن العقبة الأساسية تبقى في الموقف الأمريكي، حيث دأبت واشنطن على استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإجهاض مثل هذه التحركات.
وأكد أبو الغيط أن الموقف العربي يجب أن يبقى موحدًا وفاعلًا من أجل الضغط على المجتمع الدولي لاحترام حقوق الشعب الفلسطيني وإلزام إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي جانب آخر من تصريحاته، نفى أبو الغيط وجود أي خلاف أو تباين بين دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، رغم الملاحظات الأخيرة بشأن بروز دور متنامٍ للمجلس في الأمم المتحدة.
وقال: "ما يقوم به مجلس التعاون هو مسعى طبيعي لبناء شخصيته على الساحة الدولية، لكنه لا يمثل بأي حال تغييرًا في موقف دول الخليج من الجامعة العربية"، مشيرًا إلى أن وزراء خارجية دول الخليج يواصلون المشاركة بفاعلية في أعمال الجامعة ودعم مواقفها المشتركة.
وأضاف أن التحركات الخليجية والعربية يجب أن تُقرأ في سياق تكاملي، يعكس إدراكًا جماعيًا بأن القضية الفلسطينية تمر بلحظة فارقة تستوجب استثمار كل الإمكانيات والفرص السياسية والدبلوماسية المتاحة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تنامي الدعم الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية عالميًا، وسط تصاعد الانتقادات للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي المحتلة، الأمر الذي يعزز من فرص بناء موقف دولي أكثر صلابة لصالح الحقوق الفلسطينية المشروعة.