مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الاعترافات الدولية بفلسطين.. ضغوط متنامية وعزلة مُتزايدة لإسرائيل

نشر
الأمصار

يشهد المشهد السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية حراكًا غير مسبوق في الآونة الأخيرة، مع تزايد موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، وهو ما يعد خطوة نوعية في مسار طويل من النضال الدبلوماسي الذي يخوضه الفلسطينيون منذ عقود.

الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية

وتشكل الاعترافات خطوة مهمة بالنسبة لفلسطين لما تحمله من دلالات سياسية وقانونية، الأمر الذي أثار متطرفي الحكومة الإسرائيلية وإطلاق تهديدات بألا تجد تلك الدول ما تعترف به، فضلا عن إجراءات عملية على الأرض من شأنها تعزيز الاستيطان وضم الضفة وتفكيكها وتحويلها إلى جزر متباعدة.

اعترفت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا، الأحد رسميا بدولة فلسطين، ومن جانبها ستتخذ البرتغال الخطوة ذاتها في وقت لاحق اليوم وفق ما ذكرت وزارة الخارجية في وقت سابق أول أمس.

ويُشار إلى أن 9 دول أكدت رسميا أنها ستعترف بدولة فلسطينية قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وأندورا وسان مارينو. أما البرتغال فاختارت أن تؤجّل موعد اعترافها لتعلن قرارها في وقت لاحق اليوم.

وبانتهاء جلسة الجمعية العامة، ستحظى دولة فلسطين باعتراف 147 دولة، من أصل 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة.

ومع اعتراف بريطانيا وفرنسا ستحظى فلسطين قريبا بدعم 4 من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة، إذ تعترف كل من الصين وروسيا بدولة فلسطين منذ عام 1988.

وتعقيبا على قرارات ودعوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة، أن هذه الدعوات "تهدد وجود إسرائيل" داعيا لمواجهة الأمم المتحدة وكل الجبهات الأخرى لدحض ما وصفها بـ"الدعاية الكاذبة" ضد إسرائيل.

وتُعد موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، التحرك الأكبر منذ عقود بينما تزداد الانتقادات الدولية للعدوان الإسرائيلي على غزة والذي أسفر عن ارتقاء عشرات آلاف الشهداء ومئات الآلاف من المصابين، فضلا عن الأزمة الإنسانية والمجاعة التي سببها الحصار.

في الوقت نفسه، حذّر الإليزيه في بيانه، من أن محاولات إسرائيل لضم الضفة الغربية تعتبر"خطا أحمر"، موضحا أن باريس وشركاءها الأوروبيين سيطالبون تل أبيب باتخاذ إجراءات لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، وكذا التأكيد على قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن استمرار العدوان على غزة يدمر صورة إسرائيل ويقلل من مصداقيتها حول العالم، مشددا على أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو السبيل الأفضل لعزل حركة حماس وإحياء مسار السلام.

ماذا يعني الاعتراف بدولة فلسطينية؟

منذ إعلان استقلال دولة فلسطين في الجزائر عام 1988، ظلّ الاعتراف الدولي بفلسطين قضية جوهرية في مسار النضال السياسي للشعب الفلسطيني. فالاعتراف لا يقتصر على كونه إجراءً دبلوماسياً، بل هو تثبيت للهوية الوطنية الفلسطينية، ودعم للحقوق التاريخية والقانونية للشعب الذي يعاني من الاحتلال منذ أكثر من سبعة عقود.

الاعتراف بدولة فلسطين يعني إقرار المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين في السيادة والاستقلال، استناداً إلى القرارات الأممية التي نصّت بوضوح على حقهم في تقرير المصير. فكلما ازداد عدد الدول المعترفة، زادت قوة الموقف الفلسطيني في مواجهة محاولات طمس الهوية ومصادرة الأرض.