مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

البرازيل تُقصي أمريكا من منتدى في الجمعية العامة للأمم المتحدة

نشر
الجمعية العامة للأمم
الجمعية العامة للأمم المتحدة

بقرار مُفاجئ يحمل في طياته رسالة سياسية واضحة، أقصت «البرازيل»، نظيرتها «الولايات المتحدة»، من منتدى أُممي بارز، يُفترض أن يُناقش قضايا «الديمقراطية ومكافحة التطرف»، لتُفتح بذلك صفحة جديدة في التوتر غير المُعلن بين برازيليا وواشنطن.

وفي هذا الصدد، أفادت شبكة «سي إن إن برازيل»، اليوم الأحد، بأن البرازيل قررت منع الولايات المتحدة من المشاركة في المنتدى الثاني «دفاعًا عن الديمقراطية وضد التطرف» الذي سيعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

أمريكا مُستبعدة من منتدى أُممي

وقالت الشبكة: «في ظل العقوبات الأمريكية، استبعدت البرازيل الولايات المتحدة من المنتدى الثاني «دفاعًا عن الديمقراطية وضد التطرف». وسيعقد المنتدى يوم الأربعاء المُقبل في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويُنظم هذا الحدث الرئيس البرازيلي، «لويس إيناسيو لولا دا سيلفا»، إلى جانب قادة تشيلي، «غابرييل بوريك»، وإسبانيا «بيدرو سانشيز»، وكولومبيا «غوستافو بيترو»، وأوروغواي «ياماندو أورسي». ومن المتوقع مشاركة ممثلين عن حوالي (30) دولة.

واشنطن شاركت في المنتدى الأول

وتمت دعوة الولايات المتحدة إلى الاجتماع الأول للمنتدى العام الماضي، في ظل إدارة «جو بايدن»، وأرسلت واشنطن مُمثلًا عن وزارة الخارجية.

وجاء قرار عدم دعوة الولايات المتحدة بسبب سياسات الرئيس «دونالد ترامب»، الذي «يُشكك في الديمقراطية البرازيلية ويُهاجم مؤسسات مثل النظامين الانتخابي والقضائي».

رئيس البرازيل: «ترامب بحاجة لتغيير أسلوبه في التعامل مع الدول»

من ناحية أخرى، بينما تتسارع التوترات السياسية على مستوى العالم، تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس البرازيلي، «لويس إيناسيو  لولا دا سيلفا»، ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، حيث وجّه لولا انتقادًا شديدًا لترامب، مُطالبًا إياه بتغيير أسلوبه في التعامل مع الدول الأخرى. هذه التصريحات تفضح التباين العميق بين أسلوب قيادة الزعيمين، وتُظهر حالة من الفتور في العلاقات بين البرازيل والولايات المتحدة.

ودعا الرئيس البرازيلي، نظيره الأمريكي، إلى «الكف عن اعتبار نفسه إمبراطور العالم»، مُؤكّدًا ضرورة أن ينتهج أسلوبًا حضاريًا في الحوار مع الدول الأخرى.

لولا يُوضح موقفه من ترامب

وقال لولا دا سيلفا، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»: «ليست لديّ أي علاقة مع ترامب، لأنه عندما انتُخب لأول مرة لم أكن رئيسًا. كانت علاقاته مع الرئيس بولسونارو، وليس مع البرازيل».

وأضاف: «لم أحاول أبدا الاتصال بترامب لمناقشة الرسوم الأمريكية، لأنه لم يكن يُريد الحديث. لكنني مُستعد لتحيته عند لقائنا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المُقبل، غير أنه ينبغي ألا يعتبر نفسه إمبراطورًا للعالم».

لولا ينتقد سياسة ترامب التجارية

وانتقد الرئيس البرازيلي الأسلوب الذي اتبعته إدارة ترامب في فرض الرسوم على السلع البرازيلية، قائلًا: إن واشنطن لم تتعامل مع بلاده بـ«طريقة حضارية»، إذ كان «ترامب» يُعلن عن قراراته عبر صفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي بدلًا من الحوار المباشر.

كما لفت لولا دا سيلفا إلى أنه يتمتع بعلاقات أوثق مع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» مقارنة بترامب، نظرًا لأنهما يعرفان أحدهما الآخر منذ سنوات طويلة.

لولا يرد على اتهامات تمويل روسيا

وردّ الرئيس البرازيلي على الاتهامات بأن بلاده تُُساعد روسيا في تمويل العمليات العسكرية في أوكرانيا من خلال شراء النفط الروسي، قائلا: «البرازيل لا تُموّل روسيا. نحن نشتري النفط لأننا بحاجة إليه، تمامًا كما تفعل الصين والهند وبريطانيا أو حتى الولايات المتحدة».

وكان قد وقّع ترامب أمرًا تنفيذيا في 30 يوليو الماضي، زاد بموجبه التعريفات الجمركية على المنتجات البرازيلية إلى (50%)، لكنه في الوقت نفسه أدخل قائمة تضم (700) استثناء في قطاعات استراتيجية مثل تصنيع الطائرات والطاقة والزراعة.

من جانبه، أكد الرئيس البرازيلي، أنه إذا فرضت واشنطن رسومًا جمركية على السلع البرازيلية فلن يندم على ما لا يُمكن تغييره بل ستُركّز بلاده على إيجاد شركاء تجاريين آخرين.

البرازيل تكسر القيد الأمريكي.. و«دا سيلفا» يكشف الأسباب

من جهة أخرى، في خطوة تُعبّر عن تحوّل جذري في سياسة «البرازيل» الخارجية، إذ أعلن الرئيس «لولا دا سيلفا»، أن بلاده أنهت مرحلة الاعتماد على «الولايات المتحدة»، في مُؤشر واضح على التوجه نحو شراكات عالمية مُتعددة وتحالفات جديدة بعيدًا عن الهيمنة الغربية التقليدية.