مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عودة «بحر الصداقة».. تركيا ومصر في أول مناورة منذ 13 عامًا

نشر
البحرية المصرية و
البحرية المصرية و التركية

أعلنت وزارة الدفاع التركية، عبر متحدثها الرسمي زكي أكتورك، أن تركيا ومصر ستجريان مناورات بحرية مشتركة في شرق البحر المتوسط خلال الفترة من 22 إلى 26 سبتمبر الجاري، في إطار تدريبات أُطلق عليها اسم "بحر الصداقة". 

وتعد هذه المناورات الأولى من نوعها بين البلدين منذ أكثر من 13 عاماً، ما يمنحها بعداً سياسياً وعسكرياً خاصاً.

أهداف وتفاصيل “بحر الصداقة”

أوضح أكتورك أن التدريبات تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين القوات المسلحة التركية والمصرية، ورفع مستوى التوافق التشغيلي والقدرات القتالية لدى الأسطولين البحريين. 

كما أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق الرغبة المشتركة لدى البلدين لتعزيز التعاون الأمني والدفاعي في منطقة المتوسط، التي تعد واحدة من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في العالم.

خلفية سياسية للتقارب

تأتي هذه المناورات في وقت تشهد فيه العلاقات (التركية – المصرية) تحولات جوهرية بعد سنوات من القطيعة والفتور السياسي. 

فمنذ عام 2021، بدأت قنوات الحوار بين أنقرة والقاهرة بالانفتاح تدريجياً عبر جولات استكشافية، تبعها رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي إلى السفراء، وصولاً إلى لقاءات مباشرة جمعت الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبد الفتاح السيسي على هامش قمم دولية.

ويرى مراقبون أن استئناف التعاون العسكري عبر هذه المناورات يمثل ترجمة عملية للتقارب السياسي والدبلوماسي، ويعكس استعداد الطرفين لفتح صفحة جديدة قائمة على المصالح المشتركة وإدارة الخلافات السابقة.

أهمية استراتيجية

المنطقة التي ستجري فيها المناورات، أي شرق المتوسط، تمثل ساحة حيوية للتنافس الدولي والإقليمي، خصوصاً في ظل اكتشافات الغاز الطبيعي ومشاريع الطاقة البحرية. 

وبحسب محللين، فإن التنسيق (التركي – المصري) قد يسهم في تعزيز أمن الملاحة البحرية وحماية خطوط التجارة والطاقة، إضافة إلى إرساء توازن استراتيجي في مواجهة التحديات الإقليمية.

إشارات لمستقبل التعاون

تؤكد هذه الخطوة أن البلدين يسعيان إلى إعادة بناء الثقة وتوسيع مجالات التعاون لتشمل ملفات أخرى مثل الاقتصاد والطاقة ومكافحة الإرهاب. 

كما يتوقع أن تشكل المناورات رسالة إيجابية للمجتمع الدولي، تعكس إرادة سياسية جديدة من أنقرة والقاهرة لتجاوز الخلافات السابقة والعمل معاً في قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي.

وبينما يتابع المحللون هذه التطورات عن كثب، تبدو "بحر الصداقة" أكثر من مجرد مناورات عسكرية، فهي مؤشر على مرحلة جديدة من العلاقات (التركية – المصرية)، قد تعيد رسم ملامح التوازنات في شرق المتوسط خلال السنوات المقبلة.