مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ارتفاع منسوب النيل الأزرق في السودان بعد امتلاء بحيرة سد النهضة

نشر
الأمصار

شهدت دولة السودان خلال الأسابيع الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في منسوب مياه النيل الأزرق، وذلك عقب اكتمال عملية الملء الأخيرة لبحيرة سد النهضة الإثيوبي مع نهاية شهر أغسطس الماضي. هذا التطور المائي أثار تساؤلات عديدة حول تأثيره المباشر على السدود السودانية والمخزون المائي في مصر، خصوصًا في ظل غياب التنسيق المسبق بشأن إدارة تشغيل السد.

وأوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة في مصر، أن إثيوبيا بدأت بالفعل تصريف المياه عبر أربع بوابات من المفيض العلوي، بالإضافة إلى جزء محدود من المفيض الأوسط، مشيرًا إلى أن هذا الممر من المتوقع أن يتوقف عن التصريف خلال الفترة المقبلة. وأكد أن هذه البوابات تمثل حاليًا المصدر الأساسي لتصريف الإيراد اليومي الناتج عن الأمطار الغزيرة التي يشهدها الهضبة الإثيوبية، بينما ستصبح التوربينات الكهربائية هي المصدر الرئيسي لتصريف المياه بعد انتهاء موسم الأمطار.

وفي السياق ذاته، أشار شراقي إلى أن السد العالي المصري بدأ استقبال مياه النيل الأزرق منذ مطلع سبتمبر الجاري، إلى جانب إيراد النيل الأبيض الذي يمد البحيرة بالمياه طوال العام. وأوضح أن منسوب بحيرة ناصر ارتفع بنحو 75 سنتيمترًا خلال الفترة من 1 إلى 11 سبتمبر، بما يعادل تخزين نحو 4 مليارات متر مكعب من المياه، إضافة إلى استهلاك يقارب ملياري متر مكعب خلال نفس الفترة. واعتبر أن الوضع المائي في البحيرة مطمئن حتى الآن بفضل السعة التخزينية الكبيرة.

غير أن الخبير المصري حذر من أن غياب تبادل المعلومات بين الدول الثلاث المعنية (إثيوبيا – السودان – مصر) يسبب ارتباكًا في إدارة وتشغيل السدود، لاسيما في السودان، حيث يتأثر سد الروصيرص بشكل مباشر كونه يبعد 100 كيلومتر فقط عن سد النهضة، وبحيرته صغيرة الحجم لا تتجاوز 10 كيلومترات.

وأكد شراقي أن مصر تظل أقل تأثرًا نسبيًا بفضل السعة الضخمة لبحيرة ناصر، غير أن توفير بيانات دقيقة وشفافة حول تشغيل سد النهضة سيُسهم في تحسين خطط إدارة المياه والري والزراعة للعام الجديد، بما يحقق الاستفادة القصوى من الموارد المائية المتاحة ويحد من المخاطر المستقبلية.