إسرائيل ترد بغضب على دعم إسبانيا لتظاهرات مُؤيدة لفلسطين

ردّت «إسرائيل» بلهجة غاضبة على ما وصفته بالدعم العلني من جانب «الحكومة الإسبانية» للتظاهرات المُؤيدة لفلسطين، مُعتبرة أن هذا الموقف يُمثّل انحيازًا صارخًا ويُشكّل مساسًا بعلاقات الدولتين، وسط تصاعد الانتقادات داخل حكومة الاحتلال.
احتجاجات إسبانية تُغضب ساعر
وفي هذا الصدد، انتقد وزير الخارجية الإسرائيلي، «جدعون ساعر»، الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين في سباق الدراجات «فويلتا إسبانيا». حيث كتب على صفحته على منصة «إكس»: «قبل أيام قليلة، أعرب رئيس الوزراء الإسباني، (بيدرو سانشيز)، عن أسفه لعدم امتلاكه قنبلة نووية لردع إسرائيل، واليوم دعا المتظاهرين إلى النزول إلى الشوارع».
وقال ساعر: «استمعت الحشود المؤيدة للفلسطينيين إلى رسائله التحريضية، فعطلت سباق (فويلتا)، ولذلك أُلغي حدث رياضي لطالما كان مصدر فخر لإسبانيا. «سانشيز» وحكومته عار على إسبانيا!».

وقد أفادت صحيفة «إل باييس» الإسبانية، في وقت سابق، بأن أكثر من (100) ألف شخص يُشاركون في احتجاجات مدريد الداعمة لفلسطين.
احتجاجات تُعيق سباق الدراجات
وأعاق المتظاهرون المرحلة الأخيرة من سباق الدراجات «فويلتا»، وأبدى المتظاهرون معارضتهم لمشاركة الفريق الإسرائيلي في السباق. وشارك حوالي (1500) شرطي في العملية الأمنية.
ويبدو أن التوتر بين «تل أبيب ومدريد» مُرشح للتصاعد، في ظل تباين المواقف تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، ما يُلقي بظلاله على علاقات دبلوماسية كانت تُوصف سابقًا بـ«الهادئة والمستقرة».
جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لدخول غزة بخطة محسوبة ومخاوف من الكمين
من ناحية أخرى، في تطور ميداني لافت، يستكمل «جيش الاحتلال الإسرائيلي» استعداداته لتنفيذ عملية عسكرية داخل «مدينة غزة»، واضعًا اللمسات الأخيرة على خطة اقتحام محسوبة، تترافق مع حالة من القلق المُتزايد في أوساط القيادة الإسرائيلية من احتمال تعرّض القوات المُقتحمة لكمائن مُحكمة أو عمليات أسر من قِبل «فصائل المقاومة الفلسطينية»، التي تُحكم سيطرتها على التضاريس الداخلية وتتمتع بخبرة ميدانية عالية في حرب الأنفاق والمفاجآت.
خطة دخول غزة تكتمل
وفي هذا الصدد، أفادت القناة «12 العبرية»، اليوم الأحد، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهى خطة دخوله لمدينة غزة في الأيام الأخيرة.
وبحسب القناة العبرية، أشارت تقديرات جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنَّ «حماس» ستسعى خلال المناورات في غزة إلى «زيادة نطاق محاولات اختطاف الجنود».
وأضاف تقرير «القناة 12»، أنَّ قضية خطف الجنود الإسرائيليين تُشغل كبار المسؤولين في المؤسسات الأمنية.
العملية قريبة مع فرصة للحل
ونقلت القناة العبرية عن مصدر أمني قوله: «الجيش يستعد لبدء المرحلة التالية من عملية السيطرة على مدينة غزة قريبًا جدًا، ومع ذلك، نترك مجالًا وفرصة لأي قرار يُؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين».
وبالتوازي مع العدوان المُستمر وهدم العمارات والأبراج، يُمارس «جيش الاحتلال» الضغوط لطرد السكان من مدينة غزة والتوجه جنوبًا عبر الطريق الساحلي، ووفقًا للتقديرات، غادر المدينة ما يُقارب (280) ألف فلسطيني.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ قواته تستعد لدخول مدينة غزة، بعد أن أنهى اللواء «السابع» عملياته في الضواحي الجنوبية للمدينة، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ضربات جوية وتمركز بري
وذكر جيش الاحتلال، أنَّ «الفرقة 162» تعمل حاليًا في المناطق المحيطة بالمدينة نفسها، وفي الوقت نفسه، نفذت القوات الإسرائيلية، أمس السبت، سلسلة من الضربات الجوية على أهداف في مدينة غزة، بما في ذلك تدمير مبنى شاهق آخر.
وفي السياق ذاته، زعم مكتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنَّ المنظمات العسكرية في قطاع غزة تنتهك القانون الدولي بشكل مُمنهج، مُستخدمةً المؤسسات المدنية لأغراض عسكرية، وتعمل في وجود السكان.
وأوضح البيان، أنَّ جيش الاحتلال سيُواصل العمل بقوة وحزم ضد تلك المنظمات داخل قطاع غزة.
الاحتلال يقصف مُحيط مدارس
وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات على مُحيط مدارس مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وبحسب تقارير فلسطينية، هاجم الاحتلال مبنى تلفزيون فلسطين في غزة، بعد أن أمر المتواجدين فيه بمغادرته.
ومع تصاعد الترقّب في الأوساط العسكرية والسياسية، تبقى «خطة اقتحام مدينة غزة» محفوفةً بالمخاطر، في ظلّ بيئة عملياتية مُعقّدة تتقنها فصائل المقاومة، وتاريخ طويل من المفاجآت التي كبّدت الاحتلال خسائر مُوجعة. وبين الحسابات الميدانية الدقيقة والخشية من كمائن مُحتملة وعمليات أسر، يبدو أن أي تحرك عسكري إسرائيلي في عُمق غزة لن يكون مجرد مُهمة تقليدية، بل مقامرة مكلفة قد تُعيد رسم مشهد الصراع من جديد.