مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

روسيا: غياب أي إطار لاتفاق مستقبلي مع أوكرانيا يعقّد فرص التفاوض

نشر
الأمصار

أكد روديون ميروسنيك، سفير وزارة الخارجية الروسية لشؤون الجرائم التي ارتكبها نظام كييف، أن المواقف الروسية والأوكرانية بشأن سبل إنهاء النزاع القائم لا تزال متباعدة بشكل جذري، الأمر الذي يجعل من الصعب الحديث عن أي إطار أو أساس لاتفاقات مستقبلية بين موسكو وكييف في المرحلة الراهنة.

وأوضح ميروسنيك، في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس" الروسية، أن "النهجين الروسي والأوكراني مختلفان تماماً، وليس لدينا حتى الآن أي هيكل أولي يمكن البناء عليه للتوصل إلى تفاهمات". وأضاف أن أي عملية تفاوضية تتطلب تطوير حلول متوازنة ومقبولة من الطرفين، غير أن هذا الشرط لم يتحقق بعد في ضوء التباينات العميقة في المواقف.

وفيما يتعلق بالاتصالات المباشرة بين الجانبين، أشار المسؤول الروسي إلى أن إمكانية رفع مستوى اللقاءات في إسطنبول "ليست نقطة جوهرية" ولا يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مسار المفاوضات، مؤكداً أن المشكلة تكمن في غياب الإرادة المشتركة لصياغة حلول عملية قابلة للتنفيذ.

ويأتي هذا الموقف الروسي في وقت تتصاعد فيه التوترات الميدانية على جبهات القتال في أوكرانيا، بالتزامن مع استمرار الدعم الغربي لكييف، الأمر الذي تعتبره موسكو أحد أبرز العقبات أمام أي عملية تفاوضية جادة. وبحسب مراقبين، فإن تصريحات ميروسنيك تعكس رؤية الكرملين بأن أي تسوية محتملة يجب أن تراعي أولويات الأمن القومي الروسي، وهو ما ترفضه أوكرانيا التي تصر على استعادة كامل أراضيها المعترف بها دولياً.

ويرى محللون أن غياب إطار واضح للتفاوض يزيد من احتمالات استمرار الحرب لفترة أطول، خاصة أن الطرفين يواصلان تبني مواقف متشددة مدعومة بتحالفات خارجية متناقضة. ففي حين تسعى كييف لتكثيف دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، تؤكد موسكو أنها ماضية في عمليتها العسكرية حتى تحقيق أهدافها المعلنة.

وتعكس هذه التطورات حجم التحديات التي تواجه أي جهود وساطة دولية، سواء من تركيا التي استضافت جولات سابقة، أو من الأمم المتحدة ودول أخرى، حيث لا يزال غياب الثقة والهوة الواسعة بين الطرفين أكبر عائق أمام أي تسوية سلمية محتملة.