مصر.. السكة الحديد تُسيّر الرحلة 15 لإعادة السودانيين

أعلنت الهيئة القومية لسكك حديد مصر، اليوم السبت، تسيير الرحلة الخامسة عشرة من القطارات المخصصة لمبادرة العودة الطوعية للأشقاء السودانيين المقيمين في مصر، في إطار تنفيذ توجيهات الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بشأن تقديم الدعم الكامل للأشقاء السودانيين العائدين إلى وطنهم، بما يعكس عمق الروابط التاريخية والشعبية الممتدة بين الشعبين المصري والسوداني.
وانطلقت الرحلة الجديدة للقطار رقم 1940 في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا من محطة القاهرة متوجهة إلى محطة السد العالي بأسوان، ومنها إلى الأراضي السودانية. وقد أقل القطار المئات من الأسر السودانية التي فضّلت الاستفادة من هذه المبادرة، ليصل إجمالي عدد من تم نقلهم حتى الآن إلى نحو 14,193 راكبًا سودانيًا منذ بداية تشغيل هذه القطارات الخاصة.
وأكدت هيئة السكك الحديدية أن هذه المبادرة تجسد التزام مصر المستمر بتسهيل عودة السودانيين إلى وطنهم، مشيرة إلى أن الهيئة تُسيّر ثلاث رحلات خاصة أسبوعيًا لخدمة هذا الغرض الإنساني، وسط توفير كافة التسهيلات اللوجستية والإدارية لتأمين رحلة ميسّرة وآمنة.

ومن المقرر أن يصل القطار إلى محطة السد العالي في الساعة 11:40 مساءً، على أن يعود في اليوم التالي لخدمة الركاب من محطة أسوان في تمام الساعة 11:30 صباحًا. وأوضحت الهيئة أن جدول هذه الرحلات يتم تنسيقه بشكل مستمر لتلبية احتياجات الأشقاء السودانيين، بالتعاون مع الجهات المعنية.
وتأتي هذه المبادرة في وقت يشهد فيه السودان ظروفًا استثنائية فرضتها الصراعات المسلحة، الأمر الذي دفع أعدادًا كبيرة من مواطنيه إلى اللجوء المؤقت إلى مصر. ومن هذا المنطلق، تعكس الخطوة المصرية جانبًا من المسؤولية الإنسانية والسياسية تجاه السودان، بما يضمن الحفاظ على العلاقات التاريخية بين الشعبين، ويعزز من مكانة القاهرة كداعم رئيسي للاستقرار الإقليمي.
كما يُنظر إلى هذه الرحلات على أنها جزء من رؤية مصر الأشمل لدعم السودان في محنته، حيث لا تقتصر المساندة على توفير ممرات آمنة للعودة، بل تشمل أيضًا تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية، والتنسيق مع المنظمات الدولية لضمان استمرارية الدعم. ويؤكد هذا التوجه أن مصر تسعى إلى بناء نموذج متكامل من التعاون الثنائي، يجمع بين الدعم الإنساني والحفاظ على الروابط الاستراتيجية التي تجمع البلدين.
وبذلك، يتضح أن مبادرة القطارات الخاصة ليست مجرد آلية لنقل الركاب، بل تمثل رسالة تضامن عميقة من القاهرة إلى الخرطوم، تعكس وحدة المصير المشترك، وتفتح المجال أمام تعاون أوسع قد يشمل دعم البنية التحتية، وتسهيل التجارة وحركة الأفراد مستقبلاً بين مصر والسودان.