مصر والسعودية والإمارات وأمريكا يؤكدون ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان

أصدرت مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بيانًا مشتركًا، أكدت فيه الدول الأربع ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، باعتبار ذلك ركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي.
الباحثة والصحفية السودانية صباح موسى أوضحت في تصريحات لـ"مصر تايمز" أن توقيت صدور البيان كان لافتًا، إذ جاء بالتزامن مع تحقيق الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا ضد ميليشيا الدعم السريع. وقالت إن هناك من يرى أن البيان محاولة لوقف الحسم العسكري ومنع الجيش من استكمال تقدمه، بينما يراه آخرون خطوة سياسية لحماية وحدة السودان.
وأضافت موسى أن مصر لطالما تمسكت بمبدأ أن استقرار السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وهو ما انعكس في صياغة البيان، خصوصًا في البنود التي شددت على وحدة السودان وسلامة أراضيه. وأشارت إلى أن الإمارات واجهت اتهامات متكررة بدعم ميليشيا الدعم السريع، ما جعل بعض المراقبين يعتبرون البيان أقرب إلى الرؤية الإماراتية الراغبة في إبقاء الميليشيا في المشهد السياسي.
كما أكدت أن الدعوة إلى هدنة إنسانية مدتها ثلاثة أشهر، تمهيدًا لعملية انتقالية خلال تسعة أشهر، تحمل في طياتها توازنًا بين ضرورة تهدئة الأوضاع الإنسانية وبين فتح الباب أمام عملية سياسية شاملة تقود إلى حكومة مدنية. لكن هذا الطرح أثار جدلاً في الأوساط السودانية، خاصة أن بعض القوى اعتبرته مساواة بين الجيش الوطني وميليشيا متمردة.

وركزت الباحثة على أن الحديث عن "الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية" يعكس توجهًا مصريًا واضحًا نحو دعم الجيش باعتباره المؤسسة الشرعية الوحيدة القادرة على حماية السودان من الانقسام. وأضافت أن وجود السعودية ومصر داخل هذه الرباعية يضمن عدم تمرير أي حلول دولية تستهدف تفكيك الدولة السودانية أو إضعاف مؤسساتها.
واختتمت موسى تصريحها بالتأكيد على أن البيان ليس ملزمًا، وإنما إطار تفاوضي يمكن تطويره أو رفضه، مشيرة إلى أن مصيره سيتوقف على موقف الحكومة السودانية والجيش، ومدى قدرتهم على تحقيق التوازن بين الحسم العسكري والحلول السياسية.