حاخام أمريكي: الصهيونية تغذي معاداة السامية بجرائم غزة

اتهم الحاخام يسرائيل دوفيد وايس، وهو ناشط يهودي أميركي بارز مناهض للصهيونية، الحركة الصهيونية بأنها لا تتعارض مع تعاليم اليهودية فحسب، بل تُسهم في تغذية معاداة السامية وتعريض المجتمعات اليهودية حول العالم للخطر، من خلال ربطها بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وقال وايس، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، إن "إسرائيل وقادتها أوجدوا وضعاً خطيراً يواجه فيه اليهود العاديون موجات عداء بسبب الفظائع التي تُرتكب بحق الفلسطينيين"، مضيفاً أن الكثيرين ينظرون إلى اليهود باعتبارهم داعمين ضمنيين للجرائم الإسرائيلية، وهو ما يولّد الكراهية تجاههم.
وأشار الحاخام الأميركي إلى أن الصهاينة يستغلون الدين لتحقيق أجنداتهم السياسية، عبر التحريض على الكراهية وتبرير مشروعهم القومي، مؤكداً أن "الصهيونية حركة قومية علمانية تُشوّه الهوية اليهودية، وهي تفسير خاطئ لليهودية على جميع المستويات".
واستعرض وايس حجم المعارضة اليهودية المتنامية لإسرائيل، لافتاً إلى أن "عشرات الآلاف من اليهود تظاهروا أمام البيت الأبيض مؤكدين أن نتنياهو ودولة إسرائيل لا يمثلون اليهودية".
وأكد أن إسرائيل لا تمتلك أي شرعية دينية لحكم "الأرض المقدسة"، مشيراً إلى أن هذه المعارضة كثيراً ما تُواجَه بالقمع والعنف.

وأوضح أن الجرائم التي وصفها بـ"الإبادة الجماعية في غزة" عمّقت الرفض العالمي لإسرائيل، حيث خرج مئات الآلاف في أنحاء مختلفة من العالم للتنديد بالمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، والتأكيد على رفض الصمت أمام ما يجري.
وشدد الحاخام على أن إسرائيل هي "المصدر الرئيسي لمعاداة السامية الحديثة"، معتبراً أن "الصهاينة، مثل دولة إسرائيل الصهيونية، هم أعظم أعداء لليهود، لأنهم يكرّسون صورة مشوّهة تضع اليهود في مواجهة المجتمعات الأخرى".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل عمليات عسكرية وُصفت بأنها إبادة جماعية بحق سكان غزة، بدعم أميركي واسع، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد أسفرت هذه العمليات حتى الآن عن استشهاد أكثر من 64,718 فلسطينياً وإصابة نحو 163,859 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن نزوح مئات الآلاف، ووفاة 411 شخصاً جراء المجاعة بينهم 142 طفلاً.
وبحسب الحاخام وايس، فإن "إسرائيل تجسد معاداة السامية بشكلها الأوضح"، مؤكداً أن اليهودية كديانة بريئة من هذه الجرائم، وأن معارضة الصهيونية واجب أخلاقي وديني في آن واحد.